يمضي نَهــارٌ هكذا من عُمرِنا
وتميلُ شمسٌ للمغيب وتغربُ
والطّيرُ عـادَتْ للمبيتِ بِعُشِّها
أيعودُ طيري ؟ إنّني أترقَّبُ
إنّي أَتـوقُ إلى لِقــــاءِ أَحِبَّتي
والعمر يمضي مُسرِعـًا يَتَسَرَّبُ
والدَّمعُ تَذْرفُهُ العيـــونِ كأنَّهُ
غيثٌ يجودُ به السَّحابُ ويسكبُ
حَمَّلتني مالا أُطيــقُ فإنَّني
يا دهرُ مِمّـا قد جَرى أَتَهَرَّبُ
فعسى الزَّمانُ يقيلُ من عثراتِنا
واللهُ رحمتُهُ إلينــا تَقربُ
كلُّ الغرابةِ أن أساجلَ مثلكم
وأنا الذي بحضوركم أَتَكَرْكَبُ
عن نظمِ بيتٍ باتَ حرفي عاجِزًا
فأنا الذي لا زلتُ طفلًا يلعبُ
لازلتُ غرًّا في صفوفِ قريضِكُمْ
واذا دخلتُ الامتحانِ سأرسبُ
قد تستوي أشواقُنــا بقلوبِنــا
وتكادُ تُوْدي بالقلوبِ وتُلْهَبُ
أوّاهُ من شوقٍ تَوَقَّدَ بالحشــا
يشدو لِذكرِكُمُ الفؤادُ ويطربُ
إنْ كانَ ثَمَّ عذوبةٍ بحروفِنا
فحروفكُمْ بينَ الحروفِ الأعذبُ
او بعدما بلغَ الفؤادَ تَصَحُّرٌ
أيعودُ من بعد التَّصَحُّرِ يعشب ؟
ولقد بَلَغْنـا اليومَ أرذلَ عُمرِنـــا
من شَعرِ رأسي مــا تبقّى أشيبُ
شَهْدًا سكبتُ لكم عُصارَةَ أحرفي
عذبــًا فَقُلْ لِأَحِبَّتي أنْ يشربوا
وأعوذُ بالرّحمنِ من طيشِ الهوى
من كلِّ ما هو للعقوبَةِ مُوجِبُ .
ابو محمد.....8 1 23
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق