تخطو القوافي على مهلٍ بساحاتي
تخطو وتُطربها أنغام ناياتي
كأنما من لظى شوقي إلى وطني
تشدو على نغمي من حرّ آهاتي
إنّ القوافي التي تأبى تفارقني
تبقى تقاسمني نجوى حكاياتي
لطالما من أسى تشدو وأنظمها
عقدا فريدا على صدر المعاناتِ
شوقي إلى وطني أضحى يقطّعني
حتى نسيتُ هوى دنيا المسرّاتِ
كأنما من جوى أنسى الأذى وكذا
دنياي تدري وكم بعثرتُ حاجاتي
دنياي تعلم أشواقي على لهبٍ
ظني ستسمع في صمتٍ مناجاتي
أشكو و وجديَ يلهو في الحشا أبدا
تبدو ومن قلقي خابت مناداتي
من ذا الذي في خريف العمر يسعفني
من شقوتي و الجوى ضجّت خطاباتي
أمشي على عجل ٍفي كل حادثةٍ
من حيرتي خفقتْ روحي كراياتي
مالي أرى زمني يهوى مداعبتي
علمي سيهزءُ من شكوى كتاباتي
تمضي على رسلها نجوى بلا قدرٍ
نجوى و أتْعبها نزف الجراحاتِ
حتى سرى وجلي بين الورى وأرى
فاضت على بدني آهات كاساتي
أرنو إلى وطني عاث الزمان به
نفسي وما هدأت زادت معاناتي
شوقي على كبدي يغلي وأحضنه
كالطفل يغفو ولا ينسى مناغاتي
سالت شؤوني على خدّي وأمسحها
كالنبع فاضت أسى في كل أوقاتي
دهري وأعرفه يرمي الأنام وكم
على يديه وقد طالت مقاضاتي
مالي سوى أملي يسعى وأتبعه
يسعى على حذرٍ أو في محاذاتي
إنّي لأشقى وأشقى كلما خطرت
ذكرى بلادي التي أحيت شجى ذاتي
ذكرى البلاد التي غابت معالمها
يا حسرتي بعدتْ عنها مسافاتي
ذكرى بلاديَ ما زالت ترافقني
ماغادرت خلدي رغم الجراحاتِ
شوقي سيبقى على جمرٍ يقلّبني
ماذا أقول وقد زادت متاهاتي
ماذا أقول وعن دنيا بلا حُلُمٍ
أسعى وتشغلّني في كل ساعاتي
دنيا تحاصرني من كل ناحيةٍ
و غيّرت كلّ أحلامي ولذّاتي
حتى الأماني على مهلٍ تغادرني
والعمر يمضي وما أدركت غاياتي
ربي إليك إذا أشكو لظى زمني
وأنت تعلم مقدار انكساراتي
محمد السلامي