هذه الكلمات عن صورة الوطن الأصغر، أم الشهيد المقدسة.
الوداع الأخير
أَلِفْتُ العُمرَ يَبْلى بِالسِّنينِ
وتَرْتُـقُـهُ لِأجْلي كُـلَّ حِـيـنِ
فَكنتَ لِشَيبَتي مِسكَ الختامِ
وَعُـكّـازاً لِـقَـلـبـي أو يَـمِيـني
وَ أَفراحي التي أَحيَت حَياتي
وَآمـالـي أمامي مِلءَ عَيـني
وعِزِّي في المجالسِ والحَكايا
وَما كـالـعِـزّ واسـى الوالـديـنِ
وشـاءَ اللهُ يَـوماً كـانَ دَهراً
وَفَـرَّقَ بَينَ مـا أعطى وَبَيـنِي
عَـلِـمـتُ بِـأَنَّني أمُّ الشَّهِيدِ
وَأنّكَ قَد وَصـلـتَ وَلَـن تَجِيـني
وَأنَّ وَداعَـنـا كـانَ الأَخـيـرَ
وآخرَ قُـبـلـةٍ سَـكَـنـت جَبِيـني
وكُـنـتُ أَرى بِعَينَيكَ الخُلودَ
وَدَمـعـي فـاضَ لٰكـن لا يَـفِـيـني
فَتَضحكُ راحِماً عَبَراتِ قَلبي
تُـعـانِـقُـني وَتَـضحـكُ "وَدِّعِيني"
تُـلـوِّحُ لِي بِما سَمحَ الطريـقُ
أُلـوُّحُ بِـالـشَّـغـافِ وَبـالـيَـدَينِ
وَترحلُ ماحِياً دَربَ الرُّجوعِ
لِـيَسمُـو الدَربُ بَينَ العـالَـمَـيـنِ
سَمَوتَ كـمـا أَردنـا يـا حَبِيبي
فلا تَـحـزَن على قَـلـبـي الحَزينِ
أراكَ ومـا تُـحِـسُّـهُ رَغمَ البعادِ
كـَمـا رَحِمي أنـا قَـلـبـي يُريـني
وَلِـدتُـكَ يـا بُـنَّي وَأنتَ مِـنِّي
وَلَـو فـارَقـتَـنـي تَبقى جَـنِـيـني
وحَسبِي أنَّـكَ اليومَ شَهيدٌ
بِـعَـيـنِ اللٰهِ وَالـهـادِي الأمِـيـنِ
وضاح سميا