في مقلتيك معارك ٌ و جنودُ
و هواك يا ذات الوقار قصيدُ
جمَّعتُ أشعاري ببعض قصيدةٍ
يجتاحها الإحساس و التنهيدُ
أوزانها نبضُ الفؤاد و رتمها
صوتٌ شجيٌّ صاغه الغرِّيدُ
بسملت قبل قصيدتي و نظمتها
و كتبت عشقاً وصفه التأبيدُ
بالشعر لي سبقٌ و أتقن صنعتي
إني بقلب الناظمين وريدُ
هودجت قافلة الحروف لوصفها
فتجمهرت حول القريض ورودُ
و تجمعت لغة المعاجم كلها
و اخضوضرت حول المحابر بيدُ
و بدأت أرسمها بريشة محبري
و الكفّ يرجف ناله التقييدُ
فالعين معركةٌ تُدقُّ طبُولُها
و مشاعر العشق الدفين جنودُ
بالرمش و الأهداب صفُّ عساكرٍ
عن لحظ فتّان العيون يذودُ
زلزال نظرتها و فتنة لحظها
عني و عن تلك العيون شهودُ
الخدُّ كُثبانٌ تراقص رملها
و جبينها تحت الحجاب عتيدُ
الثغر لؤلؤةٌ بقلب محارةٍ
في قاع بحر ٍ تعتليه رعودُ
تلك المحارة أغلقت بيبانها
مرّت على حبس اللآل عقودُ
تمشي بنأملةٍ غداة عبورها
و الكل في صمت الخطاة شريدُ
الصُّمُّ تسمع إن حكت محبوبتي
فبكل ما نطقت يُصاغُ نشيدُ
الطير تعشقها و تأنس قربها
فالطبع فيها هادئٌ و ودودُ
كالغصن إن مرَّ النسيم خلالها
كسحابة ٍ خير الغياث تجودُ
العين ُ ناطقةٌ يُغرّدُ ثغرها
العين ُ إن سكت اللسان بريدُ
ما هزّني قبل الغرام زلازلٌ
و بعشقها كُلي أذوب أميدُ
________________________
بسام عبدالوهاب