لِـرَبِّ الـكَـونِ قـانُـونُ الفَـضـاءِ
وَأَقـدارِ الخَـلائِـقِ والـقَـضـاءِ
وَنَحنُ نُحِيطُ حَسبَ العَقلِ عِلماً
وَما يَصِلُ المَـدارِكَ بِـالـسَّـواءِ
وَكُـلُّ الكَونِ بِـالقـانونِ يَمشِـي
وَدُنـيـانـا امـتِـحـانٌ بِـالـبِـنـاءِ
فَـنَـعـبُـرُها عَلى ما قَد بَـنَـيـنـا
لِـدارِ الحَـقِّ مَـثـوانـا الـنِّـهـائي
وَمَوتُ المَرءِ مَـوصُـولٌ بِـبَـعـثٍ
تَعالى الـلٰـهُ عن فَوضى الفَـنـاءِ
إذا الأَرواحُ في الأَجسـامِ طابَت
لِـخـالِـقِـها تَـصِـيـرُ إلى البَـهـاءِ
وَإن عَـمِـيَـت فَأهـلُـوها رُفـاتٌ
يَرى الـدُّنـيـا دِيـاراً لِـلـبَـقـاءِ
وَكَم مَيتٍ مِنَ الأَحـيـاءِ فِينا
يَـعِـيـشُ مَماتَـهُ خَلفَ الغِـطـاءِ
سَـألتُ الـلٰـهَ رَحمَةَ كُـلِّ قَومِي
وَتَـوفِـيـقـاً لِإبـصـارِ الـضِّـيـاءِ
عَـلِـمـتُ عَنِ الزَّلازِلِ أَمـرُ رَبِّـي
بِـقـانُـونٍ وَ أَســبـابِ الأَداءِ
وَلَيـسَ اللَعنُ إحداها وَحـاشـا
بِـكُـفـرِ البَعضِ تَـعـمِـيمُ الـبَـلاءِ
وَأدري الأرضُ بِالإفسـادِ ناءَت
وَ ما زالَـت بِـأبـنـاءِ الـبـغـاءِ
وَيُحزِنُ أَرضَـنا ضَـيـمٌ تَـمـادى
عَلى أهـلِ الـمُـرُوءَة وَالـوَفـاءِ
وَهُم نَحلُ المَجانِي في بِـلادي
يَـلُـمُّ الخَيرَ مِن عَـيـنِ العَـطـاءِ
وَيَصنَعُ شَـهدَها فَيَصِـيرُ هَدراً
وَيُـنـسَـبُ لِـلقُـرادِ بِـلا حَـيـاءِ
وَأعـلَـمُ أنَّـهـا تَبـكِـي بِـصَـمـتٍ
وَتَـعـرِفُ أَنَّـنـا كُـرمـى الـوَلاءِ
سَـقَـيـنـاها دِمـاءً لَـيسَ تَفنى
وَ أَشـلاءَ الأُبَــاةِ الأولِـيـاءِ
وَدَمـعَ الأُمَّـهـاتِ وَبَعضَ دَمـعٍ
مِنَ الآبَـاء يَـهـمِـي بِـالـخَـفـاءِ
سَـقَـيـنـاها وَنَـسـقِـيـها فُـراتـاً
وَتَـعـرِفُ أنَّـنـا بَـيـنَ الـظِّـمـاءِ
وَتَـعلَـمُ بَـيـنَـنا عَـهـدٌ وَثِـيـقٌ
إلٰـهِـيُّ الـعُـرى حَـدُّ الـمَـضـاءِ
فَـلا وَاللٰهِ ما قـاسَـت بِقَومِـي
سِـوى أَحبـابِـهـا تَحتَ السَّـمـاءِ
وَشَوكُ الدَّربِ في الدُّنيا مَنـارٌ
بِـأَنَّ الـدَّربَ هَـديُ الأنـبِـيـاءِ
وضاح سميا /سوريا /اللاذقية