هَيَّا لأسباب السَّعادة هيَّا
لنَجُوبَ عَصراً زاهياً ذهَبيَّا
فيهِ الحدائقُ للوَقودِ نباتُها
ما دام نَبْتاً مُسلِماً عَرَبيَّا
فالحقدُ يشربُ مِن دماء طهارَةٍ
وسراةُ قَومي هيكَلاً عظميَّا
والحُكمُ أُمْرِكَ والمكارمُ أُنكِرَت
وولاةُ أمركِ يا عُروبَةُ بيكيا
والمَجدُ مصريُّ الدِّماء حقيقةً
لكنَّ حَقنَ السُّمِّ يُلحِقُ غَيَّا
يُبدونَ مَظهَرَكَ المُزَيَّفَ مَوْطِني
ويُقالُ حُسناً أوحَداً حَصريَّا
بِكَ مَشهدان يُناديان بقوَّةٍ
مُلِئَ النِّظامُ تَخَلُّفاً عَقليَّا
يُبقي المباهِجَ في القصور حبيسةً
والحزن يفترسُ الفقيرَ صَبيَّا
حُسْنُ الأكاسيا يا كنانةُ باهِرٌ
زهْرُ الكَميليا في الرِّياضِ بَهيَّا
بَعَثَ الأريجَ مع النَّسيمِ مُلاطِفاً
يَهوَى نَضارَةَ سُنبُلاً بَرِّيَّا
فأراهُ مِن بعد العناد مَوَدَّةً
رَسَمَت حُبوراً قَسَّماهُ سَوِيَّا
حتَّى إذا أذِنَ القضاءُ بنَظرَةٍ
أردَتْـهُ داليا بالدَّلالِ شَقيَّا
غَرَسوا جمالاً لا يحلُّ لخاطِبٍ
ألَّا بقُبحٍ في الطَّباعِ جَليَّا
للأجنبيِّ وللغنيِّ مُحَلَّلٌ
ومُحَرَّماً أن يَمنحوهُ تَقيَّا
فَلَهُ القِمامةُ والقَذارَةُ والأذَى
ما دامَ مخمومَ الفؤاد أبيَّا
عَلَت القمامةُ والنَّجاسَةُ مَوطِني
والطُّهرُ صارَ مُحَرَّماً مَنفيَّا
وظلالُ لاند سكيبَ وسْطَ بشاعَةٍ
أبدَت
جنوناً فاضحاً هَمَجيَّا
خَلْفَ الخمائلِ خَلفَ سورٍ ماكِرٍ
الشَّعبُ يَبقى خافياً مَنسيَّا
ويقولُ إعلامُ الوَقاحةِ نَبتَني
وَطَناً نظيفاً رائعاً عَصريَّا
هذا ندائي يا مشايخ مَوطِني
وَلُّوا علينا حاكماً بَشَريَّا
★……★……★……★……★
حسن فرحان