الْـمُدَّعِي وَالْـحَقّ
أَلَا كُنْ لِلْأَوَامِرِ مُسْتَجِيبَا
وَبَادِرْ بِالْـهُدَى يَوْمًا عَصِيبَا
فَهَذَا خَيْرُ مَا قَدَّمْتَ نَصْرًا
فَكُنْ لِلْحَقِّ مُنْتَصِرًا لَبِيبَا
وَإِمَّا أَنْ نُضَيِّعَ خَيْرَ وَقْتٍ
نَرُدُّ الشَّرَّ مُدَّعِيًا غَرِيبَا
فَهَذَا الْفِعْلُ لَيْسَ يُفِيدُ حَقًّا
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ بِذَا مُصِيبَا
أََلْم تَسْمَعْ قَدِيمًا بَيْتَ شِعْرٍ
وَكَانَ الشَّافِعِيُّ لَنَا أَدِيبَا
يُـخَاطِبُنِي السَّفِيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
وَأَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ لَهُ مُـجِيبَا
يزيد سفاهة وأزيد حلما
كَعُودٍ زَادَهُ الْإِحْرَاقُ طِيبَا
وَكَمْ قَدْ قِيلَ فِي بَيْتٍ جَمِيلٍ
فَلَا تَكُ فِي انْتِصَارِكَ مُسْتَرِيبَا
أَلَا يَا نَاطِحًا جَبَلًا عَظِيمًا
عَلَى قَرْنَيْكَ أَشْفِقْ كُنْ حَسِيبَا
كَذَا كَمْ حَاسد أَعْلَى مَقَامًا
لِـمَحْسُودٍ فَصَارَ بِذَا رَتِيبَا
فَإِنْ يُرِدِ الْـمُهَيْمِنُ كَشْفَ أَمْرٍ
أَطَاحَ لِسَانَ ذِي حَسَدٍ عَجِيبَا
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ لِلْحَقِّ دَفْعًا
بِسَبِّ الْـحَقِّ يَطْمَع أَنْ يُـجِيبَا
وَهَلْ بَحْرٌ يُضَرّ تَرَاهُ يَوْمًا
إِذَا طِفْلٌ رَمَاهُ أَخِي حَصِيبَا
أَلَا فَلْتَسْمَعُوا مِنِّي نِدَائِي
فَقَدْ أَمْسَيْتُ يَا قَوْمِي مَهِيبَا
أَلَا لِـلَّـهِ عُودُوا وَاسْتَجِيبُوا
فَرَبِّي نَاصِرٌ عَبْدًا مُـجِيبَا
نَغَمُ بَحْرِ الْـوَافِرِ
بقلم السيد العبد
ديوان مدح الرسول