أرى من الدهرِ تعجيلاً بتأبيني
وما بلغت بسير العمرِ خمسيني
أكوى بحيفٍ وأرمى بالمشاكل مِن
ذوي القرابة والأغراب تأتيني
لا يمكث الفكر يوما عند ناحية
يدور سعيا بأرجاء المضامينِ
تحتي من الحزنِ كانونٌ وجمرته
تكوي بجنبي فآه من كوانيني (١)
تسابق الوقت حتى في ملامِحنا
يلاحق الشيب ذا كهل وعشريني
وما تمايز في بيت الأسى نفر
كل يقول بلاء الدهر يُبكيني
لله من تيه حالٍ لا يوافقه
رأي ولا رغبة وفق القوانين
أين الشباب بذاك الريع نألفهم
من فرط نشوتهم مثل المجانينِ
وأين أهل وقار من أكابرنا
وشيبة ملؤها علمٌ من الدينِ
تهفو المنايا على أبناء مكرمة
ويُفجَعُ القلب من نقل الجثامينِ
أبدو أسيرا كريبا لا أنيس له
أراهن العمر أن السعد يأتيني
كلٌّ بحينٍ سيرقى نعشَ موتته
وما المخاوف إلا لو أتى حيني
***
ناظم الفضلي .. العراق ٢٢
١ . كَانُون : (معجم الغني)
جمع: كَوَاِنِينُ.
وَضَعَتِ القِدْرَ عَلَى الكَاِنُونِ : عَلَى الْمَوْقِدِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق