و تغيبُ أضواءُ القمرْ !!
و يوثِّقُ الليلُ المآسيَ في الأنامِ بلا صورْ ..
فهنا صغيرٌ جائعٌ ..
و هناكَ أمٌّ لا تدرُّ على الرَّضيعِ ..
و في مآقيها أثرْ ..
منْ أدمعٍ مصبوغةٍ بدماءِ جرحٍ لا يزالُ مُوَسَّداً فوقَ النَّظرْ !!
و أبٌ يكافحُ في النَّهارِ ..
و حينَ يأتي الليلُ يبكي صامتاً ..
و جليسُهُ الهمُّ المُقيمُ فلا يغيبُ ولا يذرْ !!
و العيشُ يعبثُ بالورى
و على جوانبِهِ خطرْ !!
و على الدُّروبِ مقابرٌ ..
و إذا مشيتَ ترى و فيَّاتِ البشرْ !!
أجسامُهمْ تمشي كآلاتٍ ..
و أرواحٌ لهمْ قدْ غادرتْ
و جميعُهمْ ماتوا ..
و لو تبدو عليهمْ مسحةُ الأحياءِ ..
أو ثغرٌ فغرْ !!
والعالمُ المجنونُ يمضي دونما التَّفكيرِ نحوَ المُنحدَرْ !!
وترى القويَّ يريدُ هيمنةً على كلِّ الصِّغارْ
ويرى الحجارةَ و الثَّرى لهُ و الخضارْ
و لهُ الغيومُ وكلُّ قطْراتِ المطرْ !!
و لهُ المضائقُ و البحارْ
و الحقُّ في سُكنى االمباني و الدِّيارْ
و البائسونَ لهمْ توابيتُ الحياةِ
فلا طعامَ و لا شرابَ ..
و لا سماعَ ولا اشتمامَ و لا تذوُّقَ أو نظرْ !!
فوضى تعمُّ فلا انتظامَ و لا نسَقْ
لمْ تبقِ جذعاً واقفاً ..
أو غصنَ دوحٍ أو ورقْ
وعلى مساحاتِ الفضاءِ ترى الشَّررْ !!
كمْ منْ بلادٍ كانتِ الجنَّاتُ فيها شاهدةْ !!
و مدائنٍ فوقَ البسيطةِ ناهدةْ ..
صارتْ صِيَرْ !!
يأتي الوباءُ مؤازراً جيشَ الوباءْ
و تضنُّ راحاتُ المشافي بالطِّبابةِ و الدَّواءْ
و الموتُ يحفرُ في العظامِ وفي الزُّمرْ !!
و الخبزُ أتقنَ دورَهُ بالاِختفاءْ
و مضتْ تسيرُ خطا الأنامِ بلا غذاءْ
ما بينَ بردٍ قارسٍ أو جمرِ حَرّْ !!
طارق موسى المحارب ..
بقلمي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق