مَررتُ في سِكَّة "الأعشى"، وقهوتُهُ
تَفوحُ بالهيلِ والدَّرصينِ في عَبقِ
تَزكو بِقهقَهةِ الإبريقِ ناشرةً
أريجَها بانْبلاجِ الفَجرِ والفلقِ
تُرخي نفوحًا تمطَّى مِن غلالَتها
ثوبَ الشَّذا في ارْتجاجِ الوَرد والحَبقِ
لا يَنتهي العَرفُ في مَرمى رَوائحها
حتَّى يفيضَ الضُّحى من لُجَّةِ الغسقِ
فقلتُ ! "ميمونُ" باللهِ ارْفقنَّ بِنا
وهاتها مُزَّةً كالبكرِ في ألقِ
كأنَّها طَلعةُ " الزَّباءِ " شاخصةً
مِن بُؤبُؤ الكأسِ تَستلقي من الشَّبقِ
وعلِّلنً يا"ابْنَ قيسٍ" مِن مَراشفها
آمَالنا ، إنَّها الإكسير في الرمق
واسْقِ "هُريرَةَ " مِن أحلَى دَوارِقها
لعلَّها تَنتَشي للَّيلِ والأرقِ
لوْ لمً تكُن نكهةُ السَّمراءِ جَاذبةً
ما حَار "ميمُونُ" في فِنجانها الدَّبقِ
ولا غَدى بِبديعِ الحرفِ يَرسُمها
شِعرًا على طُرَرِ الأهدابِ والورقِ
أبا بصيرٍ" أيا "أعشَى" ، بِرشفتِها
سلِّمْ علينا وأَجْرِ الكأسَ في نَسقِ
فليسَ غيرُك يَدري سِرَّ نَكهتِها
ومُنتهَى مَزجِها المَشمولِ بالعَبقِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق