حَسبتكَ يا فؤادي ، لا تلوبُ
وهذا العذبُ مُندفقٌ سَروبُ
ظننتُكَ ما نظرتَ إلى سرابٍ
وسرتَ إليه مُبتدرا تَنوبُ
وخلتُكَ يا فؤادُ ، سلوتَ ليلى
ومِلتَ إلى العواذلِ إذ تؤوبُ
ورُغتَ عَن الهوى ، ونسيتَ عهدا
مضى ، وانْتابَ ومضتَهُ غروبُ
وما أسْلمتَ طوقكَ مُستكينا
إذا أصْمتك فاتنةٌ لعوبُ
ولكن قد رصَدتُ لك انْشغالا
بمَن تهوى يَبوح بهِ لُغوبُ
لقد خابتْ ظُنوني فيكَ قلبي
وشكٌّ فيك خامرني مُريبُ
إذا برزتْ عليكَ سِمات وجدٍ
ونالكَ مِن لواعجهِ لهيبُ
فأضحى النَّبضُ مُرتفعا سريعا
لديكَ ، كأنَّهُ مطرٌ صَبوبُ
وطافَ السُّقم حولكَ يَصْطفيهِ
نُحولٌ في ملامحهِ شُحوبُ
كذاكَ الوَجدُ ، مَن دلفتْ إليهِ
بَلابلهُ ، تُسامرهُ خُطوبُ
وريحُ الشَّوقِ إن خَفقتْ بقلبٍ
تقلَّبَ في تردُّدها يَذوبُ
وما مِن مَهربٍ يُنجي ويُجدي
وقد ملأت بطائنهُ نُدوبُ
وما مِمَّا تَحومُ به الدَّواهي
إذا مالتْ بِسطوتِها هُروبُ
إذا رانَ الأصيلُ عَلى فوادٍ
وخيَّمَ فِي قَرارتهِ غُروبُ
فلَن يَبقى لهُ إلَّا احْتِضارٌ
مفاصِلهُ ونَبضتهُ يَجوبُ
إبراهيم موساوي ....!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق