السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجاراة الشعرية
قال ابن زيدون :
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيلًا مِنْ تَدَانِينَا
وَنَابَ عَنْ طِيبِ لُقْيَانَا تجافينا
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا
شَوْقًا إِلَيْكُمْ وَمَا جَفَّتْ مَآَقِينَا
هِجْرَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ
لَمْ نَدْرِ مِنْ بُعْدِهِمْ مَاذَا جَرَى فِينَا ؟
مِنْ بَعْدِهِمْ صَارَتْ الدُّنْيَا تُجَافِينَا
مَاعَادَ نَوْمٌ فَهَذَا الْبُعْدُ أَرَّقَنَا
وَالدَّمْعُ كَالنِّيلِ يَجْرِي مِنْ مَآَقِينَا
مَاعَادَ لِلطَّرْفِ غُمْضٌ أَوْ يُعَاوِدُهُ
حُلْمُ الْمَنَامِ فَيَأْتِي مَنْ يُنَادِينَا
فَالْأَهْلُ قَدْ رَحَلُوا عَنَّا وَمَاسَأَلُوا
رَغْمَ الْفِرَاقِ فَأَضْحَى حُبُّهُمْ دِينَا
وَالْقَلْبُ ظَمْآَنُ رَغْمَ النِّيلِ يَحْضُنُهُ
مَا عَادَ رَاوٍ بِبُعْدِ الأَهْلِ يَرْوِينَا
مَلَّ الْفُؤَادُ وَهَذَا الْبُعْدُ زَلْزَلَهُ
أَمَّا الْعُيُونُ تَرَى فِيهَا الْبَرَاكِينَا
أَحْسَنْتُ ظَنًّا بِهِمْ لَكِنَّنِي أَثِمٌ
فَالصَّخْرُ لَانَ وَلَمْ نَلْحَظْ لَهُمْ لِينَا
الْعُمْرُ مُنْحَدِرٌ نَحْوَ الْمَغِيبِ نَرَى الْ
أَيَّامَ تَفْنَى وَلَنْ تَبْقَى لَيَالِينَا
كَمْ كَمْ جَنَيْنَا بِهَذَا الْبُعْدِ مِنْ أَلَمٍ
وَالْخَيْرُ يَكْمُنُ فِي عُقْبَى تَدَانِينَا
عَوْدًا حَمِيدًا أَيَا أَهْلِي وَمَنْ رَحَلُوا
هَيَّا لِنَصْفُوَ مَا أَحْلَى تَصَافِينَا !
هَيَّا لِدُنْيَا إِذَا طِبْتُمْ يَطِيبُ لَكُمْ
فِيهَا الْمُقَامُ لِنَغْرِسْ خَيْرَهَا فِينَا
إِنْ لَمْ يَكُنْ طَلَبِي فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ
رُؤْيَاكُمُ الْآَنَ مِنْ أَقْصَى أَمَانِينَا
كَلِمَات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق