قدْ عنَّ لي ذاكَ الشروقُ جميلَا
والعينُ ترنو للمغيبِ بديلَا
وكلاهما قدْ لاحَ لي في رهبةٍ
تُضفي السكونَ على المكانِ دليلَا
إن طال يومي فالغروبُ سكينتِي
أو جنَّ ليلٌ فالشروقُ مهيلَا
تتواترُ الساعاتُ بين كلاهمَا
قدْ أحكمَ الموْلى لها تعديلَا
فالصبحُ أبلجَ يستحثُ مسيرهُ
نحو الظهيرةِ مسفرًا ومُقيلَا
والوردُ ينثر عطره لشروقهَا-
من حسنِ روضٍ صاغها إكليلَا
والشمسُ تُبدي للغروبِ تغنُّجًا
قدْ صُوِّبتْ نحوَ البحارِ نزيلَا
واللَّيلُ لوَّحَ مقبلًا ونجومهُ
ضاءتْ بمصباحِ الظَّلامِ فتيلَا
أما السماء تسوَّرتْ محرابهَا
سُحبٌ أضاءتْ بالسمَا قنديلَا
والفجرُ أقبلَ بالسَّكينةِ باسطًا
قبسًا من النورِ المُطلِ ضئيلا
يدني الشروق يجيء بعد مشقةٍ
ويذيبُ شوقًا للنهارِ طويلَا
يا باسطًا كفَّ العطَاءِ تفردًا
منًّا ولستَ على الفؤادِ بخيلَا
أرجوكَ بالقمرِ المنيرِ شفاعةً
ليستْ لها غير الدعاءِ بديلَا
هبْ لي منَ الوجدانِ نورًا كالذي
ملأ القلوبَ وأحكمَ التنزيلَا
يا قلبُ دربُ الأمنيات يحثُّنِي
ويشُدُّ عزمي بكرةً وأصيلَا
إنْ عجَّ ذاكَ النبضُ فيك تواترًا
فابسط له درب الوصول صقيلَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق