ستَطَالُكُمْ لَعَناتُنا أبداً
مهما مضت و تعاقبت حِقَبُ
فدماؤنا تبقى و إن يَبِسَتْ
ترجو نهايَتكم و تَرتَقِبُ
ستظل عُنواناً لِخِسَّتِكم
و كفوفُكم منها ستختَضِبُ
عطشاً نموت أمامَكم زَمَناً
أسلمتمونا و العِدا غَصَبوا
إخوانُكم و عظامُنا نخِرتْ
جوعاً و يغشى دُورَكم طرَبُ
أطفالنا يرجون نجدتَكم
قُبِروا ولم يَنبُتْ لهم زَغَبُ
و نساؤنا يدعون مُعتصماً
لو تسمعون ستسمع الخُشُبُ
و كأنها ليست بأُمَّتِكم
لا عارَ يلحَقُكم و لا عَتَبُ
فاستبشروا فغداً سيُمطِرُكم
دَمُنا و يجرِفُكم و لا هَرَبُ
سيُجاوِزُ الأسوار مُقتَحِماً
غُرَفاً ظننتم أنها حُجُبُ
أنَّاتُنا نارٌ ستصهَرُكم
و السهلُ قبل الوعرِ يلتهبُ
فالكونُ كلُّ الكونِ يلعنُكم
النجم و الأفلاك و الشهبُ
الأرضُ قد تنشَقُّ من غَضَبٍ
و البحرُ في الأعماقِ مُضطرِبُ
بئر الخيانةِ كان مُمتلِئاً
و وردتموهُ فعَمَّهُ جَدَبُ
ضَرعُ الدَّناءةِ قد خلا لكمُ
فلترتعوا يا قومُ و احتَلِبوا
سقطَ القِناعُ و بانَ ما بِكُمُ
أعداؤنا أنتم و لا عَجَبَ
...............................
إبراهيم عتيق
( أبو عبلة)