الجمعة، 17 مايو 2024

فرح العجوز/قصة للكاتبة /ايمان العطيفي 🇪🇬

فرح للعجوز

الإضاءة ضعيفة جداا،أكاد لا أرى كف يدى،واللون الرمادى القاتم ،يغلب على المكان،ورائحة نفاذة شبيهة بروائح المسك تعبق الجو ،أسمع حفيف خفيف رغم رقته،إلا أنه يذيد من قشعريرة جسدى ،خزانتى ليس بها غير فستان ناصع البياض،وضفائرى مسدولة برقة شديدة،أحاول جذب أطراف الحديث مع الفتاة المشاركة لى غرفتى،مشغولة دائما فى القرأءة ،تقرأ بعيونها فقط،وكأن ماتقرأه أيا ماكان ينقلها إلى عالمه،أنا فقط أشعر بالخوف وأطلب الونسه!!!
أبحث عن باب للغرفة ،أومنفذ للهواء،لا أجد برغم شعورى بنسائم الهواء المنعشة التى تتسلل إلى المكان،القارئة لا تجيبنى مهما تحدثت،ولا تلتفت حتى لتسكتنى،وكأنها فى عالم آخر.
أتذكر لحظة شرائى للرداء الأبيض،أوصيتهم أن يزغردوا لى ثلاث زغرودات متواصلات لحظة خروجى من المنزل،هكذا كان خروجى الأول من منزل أبى يوم زفافى منذ  زمن بعيد،أتذكر الزغاريد،ودموع أمى وأبي وبعض إخوتى ،قالوا لى أنها دموع الفرح،ولكن دموعى لم تكن دموعا للفرح،أتذكر!!كانت دموع الفرقة والغربة عن الأهل والأحبة والجيران،صغيرة تزج الى بلاد بعيدة،لمن أشكو علتى إن جاءت ،ولمن أقص فرحتى إن هلت،؟أتذكر !!حينما حلت لى الماشطة ضفائرى لتصفف الغجرى المجنون،أتذكر!! حين دخلت جلوتى وكيف خيم الحياء على كيانى ولفنى،أتذكر ذاك القلم الأحمر الذى لمع شفاهى لاول مرة،أتذكر خوف المرود على عيون طفولتى ورفقته بها،أتذكر الحنًانة وركوعها امامى بعد وضعى على كرسى خشب لتستعدل فى رسم وشم الكف والقدم وعضلة الكتف،أتذكر اول حذاء ذو كعب عالى،أتذكر ضجيج الذهب فى رسغى،ورقصة فوق الصدر.وأتذكر بكائى الذى شوه وجهى بسيل  من الألوان الفارة من أماكتها،إلى أين يقودنى ذلك الفارس الفرح المهلل،إلى أين يقودنى مصيرى.؟؟!
سكن جسدى،وسكنت منزله،ملىء بطنى ،وملئت دارة بعزوة يحسد عليها،لم أذهب الى منزلى والدى غضبانة  مرة واحدة على مدار خمسون عاما،ليس لأنى أعيش مع الملائكة،ولا لأنى قديسة لا أجيد النزاعات،ولكن لأنى حسبتها بعقلى،ماالجدوى فى الفرار من منزل انا مَلِكتُهُ إلى منزل أصبحت فيه ضيفة عزيزة،وكيف أستعين بمن يصلح مابينى وبين زوجى،وأنا السكن وهو المودة والرحمة،كان يغضب فأحتويه،ويتهور فاحتمله،ويؤذينى أحيانا فأنتظر لحظة الاعتذار المقبولة مسبقا،فى النهايه،إخترت  البقاء بسكون محمود.
أما هذة المرة فقد نضجت ،واصبحتُ سيدة شموخة الرأى والرأس،وأصبح تحت إمرتى من يطيعنى من البنين والبنات،أعرف أن قرارى لا يفرحهم،ويعرفون أنه يفرحنى،أعرف أنهم سيبكون لخروجى من بيتهم إلى بيت تمنيته بشغف،ويعرفون انه حلم أجهدنى إنتظارة،اعرف أنهم سوف يزغردون لى رغم الدموع،أعرف أنهم لن يرحلوا سريعا بعد دخولى بيتى،أعرف أنهم سيبادرون بزيارتى فى الصباح،أعرف أن سعادتى تسعدهم رغم صعوبة الموقف.
ولكنى لا أعرف أين باب الغرفه،ولا من أي إتجاه أراهم،يحدثنى قلبى بانهم قريبون جدااا،أسمع وقع أقدامهم
اسمع أصواتهم جيداااا.
أراهم بكل وضوح،أرى يد" هاجر" تلمس باب الغرفة ،وتجثو على ركبتيها باكية بشدة،لماذا كل هذا البكاء؟! لماذا يلتفون حول "هاجر" بهذا الشكل ؟
لماذا باب الغرفه فى منتصف السقف؟
#ايمان العطيفى

الأحد، 12 مايو 2024

للإنسانية ...للتّغيير...أملى علينا الأمل /كلمات المبدعة /سميرة الزغدودي 🇹🇳


                                                                      
                                                                          .                                                                     
                                                                          .
                                                              
نُهدِي البنفسج والجوريّ والزّهَرَا
ونَنثُرُ الدُّرَّ حَتَّى نُكرِمَ البشرَا

من بصمَةِ الجِيلِ لِلأجيالِ في شَغَفٍ
من طِيبِ رُوحِ المَعانِي نَترُكُ الأَثَرَا

يَهمِي بِأعماقِنا غَيثُ المُنَى أَمَلَاً 
فَتُغدِق السُّحْبُ بُشْرَى جَمعِنا مَطرَا

هذا الرّبيعُ يُوشّي أبجديَّتَنا 
يُريقُ قَطرَ النَّدَى بالفكرِ مُنهِمِرَا

تشعُّ شمسُ الأماني في مشاعرنا 
سَنَا ضِيَاءٍ ويكسو ضَوؤُها القمرَا

ويرقص الطّلُّ في جَنَّاتِهِ طَربًا
كَفُّ الثَّرى بِالثُّرَيَّا تَعزفُ الوتَرَا

متَى ... نُغيّرُ حَقّا ما بداخلنا ...؟
متَى وكيفَ يصيرُ الحقُّ مُنتصرَا؟

لَرُبَّما الأملُ المنشودُ يَصحبُنا ...
ولن يكونَ لهذا الطَّيفِ مُنتَظَرا ...

سميرة الزغدودي
#فتاةالقيروان

غبتم/قصيدة للشاعرة /رفا الاشعل 🇹🇳

غِبْتُمْ .. 

شوقٌ إليكم مع الأيّام غلّابُ
لِمَ ابتعدتُمْ وما للبعدِ أسبابُ ؟

مولاي في القرب منكم غربتي وطنٌ
وإنْ رحلتمْ ..كأنّ الكلّ قد غابوا

يا من عزفتمْ على أوتارِ قافيتي
عذب الحُروفِ وفيها اللّحْنُ إِطْرَابُ

مثلَ النّسيم إذا (رقّتْ أصائلهُ)
ورقّةُ الماء فيها حينَ ينْسَابُ 

أصبحتُ بعدكَ لا ألحانَ تطربُني 
نارٌ بقلبي ودمع العينِ تِسْكَابُ

غبتمْ فغابت نجوم الليلِ من أفقي
وفُتِّحَتْ لليالي السّهدِ أبوابُ

في الشّعر أسكبُ أوجَاعًا تؤرّقُني
فالحرفُ يؤنِسُ إنْ جافتكَ أحبابُ

                رفا (الأشعل (تونس)
                     على البسيط

السبت، 11 مايو 2024

جمر النوى/قصيدة للشاعرة الفراتية/🇮🇶

خاصَمتُهُم والنوى جَمرٌ كَوَى كَبِدي
لَمْ  أدرِ  أنَّ  الهوى  نارٌ   إذا  غابوا 

اليُسرُ في وَصلِهِمْ والعُسرُ إن قَطَعُوا
ما حيلتي لو دَرى الواشونَ واغتابوا

صَدُّوا  وَطَيْفُهُمُ  في البالِ يَسْكُنني
يا مُنيَتي ..  لِلْجَفا    عُذرٌ    وأسبابُ

في مُهجَتي والحَشَا  أرعَى  وِدَادهُمُ 
عَنْ كُلِّ حُبِّ الوَرَى في خافقي نابوا 

الموتُ  دون  الذي    أهواهُ    نافلةً
والفرضُ  في شرعهِ  هَمٌّ  وأوصابُ

أوَّاهُ  مِنْ  وَحشةٍ  ضاقَ  الفؤادُ  بِها
مِنْ   ناظريَّ   إذا  ما   عَنهُمُ   تابوا

مِنْ  كُلِّ كُلّي  وَمِنْ  لَيْليْ  وَمِنْ وَلَهِي
مِنْ نَفْسِ صَبٍّ قَضَتْ والدَّمعُ يَنسابُ

لَنْ  يَبْرحُوا خافِقِي فاؤوا وإنْ جَنَحُوا
لِِلْهَجْرِ ...  ظَلُّوا   لَنا    أهْلٌ    وَأحبابُ

ما زالَ  أهلُ  الهَوى  لِلْقَلبِ  وِجْهَتُمْ 
الوَصلُ  غاياتُهُمْ   ضَلُّوا  وإنْ  صَابُوا

            الفراتية

الاثنين، 1 أبريل 2024

قصيدة للشاعر /حسن فرحان 🇪🇬

سُبحانَ مَن بَعَثَ الصَّباحَ وأسفَرَهْ
وتَلا بهِ سِفرَ الوجودِ وفَسَّرَهْ

الشمسُ تُشرِقُ قُبلَةٌ ألقَى بها الـ
ــمَحبوبُ مِن ثَغرٍ أُراوِدُ سُكَّرَهْ

يُنبوعُ شَهدٍ رَشفَتَين فريضَةً
والنَّفلُ في شَرعِ الهَوَى ما أوفَرَهْ

الغَوث مِن بَحرِ الحنانِ ومِن جَنا
حَيهِ البَراحِ ومِن رياحِ البَعثَرَهْ

جَنَّاتُ قلبي ليس يُدرَكُ ظِلُّها
فمِن السَّحائبِ بالمَوَدَّةِ مُمطَرَهْ

تَبَّاً لمَن حَجَبَ الصَّباحَ فَحيحُهُم
شَعباً جَسوراً نَبْرُ زورٍ خَوَّرَه

أشياخُ تخريفٍ تُؤخِّرُ نُصرَةً
تَرقَى منابِرَنا فتُحدِثُ شَوْشَرَهْ

في مصرَ شطرٌ لا يُنافِقُ بينما
يَتَسابَقُ الباقي بأقذَرِ مَقبَرَهْ

الخَندَقُ الملعونُ فاضَ تخاذُلاً
قَبِلَت حَظائرهُ اللجامَ لتَحفرَه

المالُ يَفتِنُ والمناصِبُ وصْفَةٌ
بالزَّجرِ تَعمَلُ كَي تُشاهِدَ مَجزَرَهْ

فالرَّاتِبُ المَقبوضُ يَرقُبُ ضِعفَهُ
والشَّرُّ وَحشٌ فاحِشٌ فِيهِ الشَّرَهْ

عُهْرٌ تَنَقَّلَ في الجهاتِ جميعها
والسِّعرُ يَشتَمِلُ الخَنا والسَّمسَرَه

مِن دون مِطرَقَةٍ ودون تَكَلُّفٍ
أهوَى الكَفيفُ على الأليفِ فَسَمَّرَهْ

في الغَربِ هَندَسَةُ الخطابِ صَريحَةٌ
ليلاً يُرَبِّعُ ما نَهارَاً دَوَّرَهْ

لا شَكلَ يَنتَظِمُ الكلامَ وإن بَدا
كَرُسوخِ إيمانٍ فذاكَ ليَكْفُرَهْ

يُدمي الخرائطَ والحُدودَ يُضيفُها
ويُعيدُ تَخطيطَ القُرَى بالمَسطَرَهْ

تتعاقَبُ الخَطَبُ الطِّوالُ بمَوطِنِي
والطَّحنُ تُعجِبُهُ شُيوخَ الثَّرثَرَهْ

الظُّلمُ كان على الموطِنِ هَيِّناً
حَتَّى تَـبَـنَّاهُ الغَباءُ وطَوَّرَهْ

بعَماءِ إفتاءٍ وسوءِ تَصَوُّرٍ
فإذا طَغَى أمَرَ الحِجَى أن تَعذرَهْ

أرسَى لتَرسيخِ الطُّغاة قَواعِداً
وعَدَى على الدِّينِ القَويمِ وغَيَّرَهْ

في غَيِّ عَلمانيَّةٍ كيف الهُدَى
يا زُورُ أقصِر إنَّ رَقصَكَ مَسخَرَهْ

……………………

حسن فرحان

الاثنين، 18 مارس 2024

لعنة الدم/قصيدة للشاعر /ابراهيم عتيق(ابو عبلة) 🇪🇬

. " لعنة الدم"
ستَطَالُكُمْ لَعَناتُنا أبداً
مهما مضت و تعاقبت حِقَبُ

فدماؤنا تبقى و إن يَبِسَتْ
ترجو نهايَتكم و تَرتَقِبُ
 
ستظل عُنواناً لِخِسَّتِكم
و كفوفُكم منها ستختَضِبُ
 
عطشاً نموت أمامَكم زَمَناً
أسلمتمونا و العِدا غَصَبوا 

إخوانُكم و عظامُنا نخِرتْ
جوعاً و يغشى دُورَكم طرَبُ 

أطفالنا يرجون نجدتَكم
قُبِروا ولم يَنبُتْ لهم زَغَبُ
 
و نساؤنا يدعون مُعتصماً
لو تسمعون ستسمع الخُشُبُ
 
و كأنها ليست بأُمَّتِكم
لا عارَ يلحَقُكم و لا عَتَبُ
 
فاستبشروا فغداً سيُمطِرُكم
دَمُنا و يجرِفُكم و لا هَرَبُ

سيُجاوِزُ الأسوار مُقتَحِماً
غُرَفاً ظننتم أنها حُجُبُ
 
أنَّاتُنا نارٌ ستصهَرُكم
و السهلُ قبل الوعرِ يلتهبُ
 
فالكونُ كلُّ الكونِ يلعنُكم
النجم و الأفلاك و الشهبُ
 
الأرضُ قد تنشَقُّ من غَضَبٍ
و البحرُ في الأعماقِ مُضطرِبُ
 
بئر الخيانةِ كان مُمتلِئاً
و وردتموهُ فعَمَّهُ جَدَبُ
 
ضَرعُ الدَّناءةِ قد خلا لكمُ 
فلترتعوا يا قومُ و احتَلِبوا
 
سقطَ القِناعُ و بانَ ما بِكُمُ
أعداؤنا أنتم و لا عَجَبَ
...............................
إبراهيم عتيق
( أبو عبلة)
١٥-٣-٢٠٢٤

الجمعة، 1 مارس 2024

ومثلك ما رأت عيني/كلمات المبدعة /توكل محمد 🇩🇿

و مِثلُك ما رَأتْ عيْني 
أيا مَن بِتُ أهْواهُ 
صَلَتْ عيْنيْك خَفّاقي
بِطَرفٍ طابَ مَرآهُ
 يَطير ُالقلبُ إن تدْنُو
فَقُربُك ما تَمنّاهُ
 تُراكَ بِصبْوتِي تَدرِي 
و كَمْ فتَكتْ بِي الآهُ
 شَرَيْتُك يا عَزيزَ الرُّوحِ
بنَبضٍ بِتَ مَحْياهُ
 هَواكَ إلىَ مَدى عُمْري 
بِرمْش العيْن أرْعاهُ
 يَغيبُ القَلبُ إن تَجْفو
فإن المَوتَ عُقْباهُ
دُهيْتُ أنا بِسهمِ الحُبْ
وَ ذا ما كُنتُ أخْشَاهُ
توكل

كلمات الشاعرة /سمية محمد /🇸🇾

ونقصُّ للأوراقِ كل حكايةٍ علَّ الهمومَ تزيلها الأوراقُ لنعودَ يوماً كالزهورِ نضارةً كالليلِ يحلو بعدهُ إشراقُ لنعودَ نبعاً إذ يفيضُ محبةً عذ...