بين وسهد وآمال بلا مدد
كأنني الطير أمسى فاقد السند !
ما حيلتي و النوى زادت مرارتها
ولم أجد حيلة أجدى من الجلد ؟
من بعدما كنت في وصل وفي فرح
أصبحت اسبح في بحر من الكمد
وما عرفت بأن الهجر شيمتهم
ولا شكوت ، حياتي ، صولة الحسد
حتى تيقنت ان السهم ضربته
أصابت الصرح ما أبقت سوى الوتد !
بم التصبر لا أهل ولا سكن
عاث الزمان ببطش النسر والأسد !
لئن غدوت بعيدا ضامني زمن
فقد بحثت عن السلوى ولم أجد
كالطير فارق أفياء تظلله
وحل ركبه في فج من البرد !
أهيم في الأرض مشتاقا ومكتئبا
كأنما النار في قلبي وفي كبدي
ظمآن للعطر و الأشذاء من بلد
هواه للقلب مثل الروح للجسد !
قل للأحبة هل مازال يذكرني
منكم حبيب له أشتاق من أمد؟
بهجره قد اقض الصرح اجمعه
والحال اني عن مجراه لم احد !
يدنيهم الشوق والأميال تبعدهم
فهل سنشقى بهذا البين للأبد ؟
بئس التغرب لا صحب ولا وطن
فيا مواجع كفي الطعن وآبتعدي
ففي غد فرحة اللقيا ستغمرنا
ويلتقي الإلف بالألاف في رغد !
# البشير المشرقي. تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق