بين الرياحين لي ريحانة برزت
تضوع عطرا إذا أقربتها أنفي
بعد احتوائي لها ما عدت ذا حزَنٍ
ولا نظرتُ إلى الأحداث مِنْ خَلفي
أمضيت عُمرًا مِنَ العشواءِ مكتسياً
مستسلمَ الحالِ كالمأسور والمنفي
ريحانتي اليُمْنُ ما قامت بنُضرَتِها
لمستُ ذلكَ لَمَّا حُزْتُ في كفّي
رغم انقلاب فصول العام دائبةً
ماغيّرتْ لونها باقٍ بها وصفي
تلك النعومة والأرجاء شائكةٌ
لريع قلبي سنينا ما بها يكفي
مزاجها النرجس الراقي بلذته
بسحر طلعتها في محضري تضفي
هي البراءة كم عزت لطالبها
مابين أهل زمان حقها مخفي
يا كل شوقي وما في الحب أجهله
و حرز عشقي وفيما خصني نصفي
أقولُ يا ابنة عِزٍّ عامرٍ وسنا
جودي عليَّ بحسنٍ لاهبي يطفي
بطَيِّ مبسمِكِ المملوءِ كم سرحت
حروفُ غيرَةِ عُشاقٍ بلا عنفِ
الريح داعبت خديكِ فابتهجت
تورّدت واستطاب الجو باللطفِ
وما مسكتُ لساني عن مغازلة
ولا أقول لأشعاري بها كُفِّي
تطيب لي عندها نفس وخاطرة
أُترَجِمُ الملتقى والوقت في حَرْفي
*****
ناظم الفضلي .. العراق ٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق