لقد غَادرُوا والوجدُ من بَعْدِهِمْ هَبَّا
فذُقْتُ مرارَ العيشِ ، والهمُّ قد شَبَّا
على إثْرِهم، مانالَ قلبيَ همْسةً
قدِ اقْترفُوا، بالنأيِ ذنبًا تلا ذَنْبا
وَرثتُ النَّوى دُونَ الوَدَاعِ أجُرُّهُ
بأثقالِه دون اصْطبارٍ ، غدا نَدْبًا
فذي غصَّةُ الأيَّام حَاكتْ مواجِعي
وماعادَ في الأحلامِ من يغزُلُ الحُبَّا
لقد قَفَرُوا، ماعادَ يحلُو لقاؤُهم
نسَوْا وطنَا، فيه الهوى قد غدا قُطْبا
فياويْحَهُم ، كيفَ الحنَايا تأمُّهم
وأبكوا فؤادي ، والأماكنَ والدَّربا
لقد أنْكَروا جلَّ الودادِ ، ومُزنهِ
كأنَّ قراحَ الدَّهرِ كُبَّتْ بما صَبَّا
أيا أيُّها الأمسُ.. الذي عُدْتَ آملاً
لعلَّكَ تدري بي.. فإنَّ الصَّبا دبَّا
رِياحُ الصَّبا هبَّتْ ، وسوفَ تَسُفُّني
وأنتم رُقُودٌ ... ما نَبَشْتمْ لنا قَلْبَا
فنِسْيَانُكُمْ .. سٍيَّانَ عندي بما لَوَى
لأنَّ فؤادَ الحيِّ... لا يُشْعِلُ الحَرْبَا
ولايقتلُ الأحْلامَ ، أويَقصمَ ظَهرَها
ولا يَزْرَعِ الإفلاسَ مُقترفاً عيبًا
طوقان الأثير أم حسام
حورية منصوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق