ذكرى استقلال الأردن
في نَشوةِ الذكرى تهلَلَ خاطري
ليصوغَ للذكرى عظيمَ جلالِها
وتدفقَ الشِّعرُ الجميلُ مُطرِّزاً
لوحاتِ عِزٍّ أشرَقت بِجمالها
وتدثرت كلُ الرُبى بِحفاوةٍ
وتزينتْ بِجنوبِها وشمالِها
وتوشحَ الأردنُ أجملَ حُلَّةٍ
تاهَ الزمانُ بحُسنِها ودلالِها
عمانُ قد لبِستْ ملاءةَ عُرسِها
فتهيأتْ عجلونُ لاسقبالِها
والسلطُ تُهدي باقةً من زهرِها
وتراقصَ الزيتونُ فوقَ جبالِها
تلكَ الفحيصُ وقد زهت أعلامُها
فيعانقُ العلياءَ طيبُ فِعالِها
وانتابَ ماحصَ من صداها نشوةٌ
فاهتزَّ سِحرُ المجدِ في أوصالِها
وسهولُ إربدَ أشرقت جَنَباتُها
وانسابَ في الزرقاءِ عِطرُ تِلالِها
ذيبانُ والكركُ الأبيةُ أنشدتْ
أصغى لها شيحانُ في موَّالِها
فأتاها من صَوبِ الطفيلةِ فارسٌ
ببسالةٍ غذّ السُرى لِسؤالِها
ومعانُ غنَّتْ بالفخارِ قصيدةً
تروي إلى الأجيالِ عن أفعالِها
وربوعُ مؤتةَ والمزارِ فلم تَزل
تروي حكايتَها إلى أجيالِها
والثغرُ يرسم ُ لوحةً فتَّانةً
كعروسةٍ مَزهوَّة بدلالِها
جرشُ الحضارةِ لا تزالُ يشُدُّها
شوقٌ يُعيدُ الروح في أطلالِها
والمفرقُ الشماءُ تنثُرُ عطرَها
ليُعانقَ القَصومَ فوقَ رمالِها
وجنائنُ الأغوارِ أينعَ طرحُها
وتفَيأت أطيارهُ بظلالِها
وقفت جدارا كي تُعيدَ زمانَها
وتُسائِلَ اليرموك عن أبطالِها
وعلى ثرى الأردنِ قامت دولةٌ
وافى سنامَ المجدِ حُسنُ كمالِها
فيها الملوكُ ومن سُلالةِ هاشمٍ
تتوافق الافعالُ مع اقوالها
قد كان عبدُ اللهِ خيرَ مؤسسٍ
ومؤيداً بشيوخها ورجالِها
فمَضوا بعزمٍ صارمٍ وبهمَّةٍ
يبنوا صروحَ المجدِ فوقَ جبالِها
فغدت ببضعِ سنينَ مملكةً لها
شانٌ عظيمٌ تمَّ باستقلالِها
ومشى الحُسينُ على خُطى أجدادهِ
ليحررَ الأوطانَ من أغلالِها
قامت على أسسِ التقدُّمِ نهضةٌ
سبقت بلادَ الشرقِ من أمثالِها
وابو الحُسينِ يقودها بِدرايةٍ
رسمت طريقِ الفخرِ في آمالِها
وطنٌ يعيشُ بأمنِهِ وأمانِهِ
إن عانت الأوطانُ من أهوالِها
يا دُرَّةَ الأوطانِ يا بلدَ المُنى
يا دوحةً محروسةً برجالِها
ستظلُ يا وطني عزيزاً شامخاً
مهما الحوادثُ غَيَّرت من حالِها
وتظلُ تحمِلُكَ القلوبُ قِلادةً
في حِلِّها إن كانَ أو ترحالِها
شعر محمد السلطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق