الأحد، 17 يوليو 2022

حـــواربين الشاعرية والجمال //قصيدة بقلم الشاعر //نواف عبد العزيز

خَـطَــرَتْ تَـمـيـسُ بـقــدِّهــا كـالـبــانِ
وتـقــولُ لــي وحـيــاً بـغـيــرِ لـســانِ
مُــتْ أيُّـهــا الـمـحـروقُ فِـيَّ بـلـوعــةٍ
واغْــتَـظْ فـلـســتَ بــنــائـلٍ إحـسـانـي
أنـا جـمــرةٌ تُـكْـوى الـقـلـوبُ بِـحَــرِّهــا
وتـزيــدُ مـنـهــــا غُــلَّــةُ الـحَــرّانِ
زِحْ عـن طـريـقـي أو تُـصـيـبـُكَ لـفـحـةٌ
واحْـذَرْ أخـافُ عـلـيـك مـن نـيـرانـي
لا تـشـربِ الـكـأسَ الـتـي مـن خَـمـرتي
إيّـاكَ تـحـسـو مـن شــرابِ دِنـانـي
إيّـاكَ تـأْمَـلُ فِــيَّ راحــةَ مُــتـعَــبٍ
أو مُـؤْنِـسـاً لـلـمـوحَـشِ الـحَـيْــرانِ
إيّـاكَ أزهــاري فَــسُـــمٌّ نَــفْــحُــهــا
إيّـاكَ تـقـطـفُ مــن جَـنـى بـسـتـانـي
إنَّ الـهـوى فِـردوسَــه كـجَـحـيــمِـــهِ
ونـعـيــمَــه كـشَـــقـائِــهِ سِـــــيّـانِ
وثــوابـَــــه كــعِــقــابـِــــهِ و جــزاءَه
كـعـذابِــــهِ و الــفــوز كـالـخُـسـرانِ
فـاحْـذرْ لـقـلـبِـكَ مـن مَـغَـبِّ طُـمـوحِـهِ
واحْـذرْ لـنـفـسِـكَ مـن لَـهـيـبِ جِنانـي
لا تـَخْــدَعَــنَّــكَ مـن قــوامـي  رِقّــةٌ
و رشــاقــةٌ فــالـقـلـبُ كـالـصّـــوّانِ
قَـهْــرٌ لأفـئــدةِ الـشــبــابِ تَـغَـنُّـجـي
ودَلاعــتــي غـيــظٌ لــكــل جَــنــانِ
******************
وتَـلَـفَّـتَـتْ نَـحْـوي و أَوْمَـأَ طَـرْفُـهـــا
وكـأنَّــهــــا قـــد لَــوَّحَــتْ بِـبَـنــانِ
مـاذا جَـنَـيْـتَ سـوى بَـوادِرِ خـيـبـةٍ
ورجـعـتَ لا شُـــرُكٌ و لا خُـفّــانِ
سـارعـتَ في جَنْيِ الثمارِ وعُـدْتَ مـن
روضــي بــلا سَـــلٍّ و لا رمّـــانِ
ووَرَدْتَ نـبـعـي ظامـئـاً تَرْوي الصَّدى
فَـصَـدَرْتَ مـا رُوّيـتَ عَـذْبَ جِـفـانـي
******************
فـأجـبـتُـهــا إنّ الـقـوافـي مَـغْـنَـمـي
هـي خـيـرُ مُـطَّـلَـبـي وغـايُ رِهـانـي
حَـسْـبـي بـأنّـكِ كـنـتِ وَحْيَ قصـيـدتـي
وقَـدَحْـتِ فِـيَّ قَـريـحَـتـي و بَـيـانـي
أنـا مُـذْ رأيـتُـكِ خـولِـطَـتْ وتـشـابـكَـتْ
فـي نـاظِــرَيَّ أَسِـــــنَّـةٌ و مـعــانـي
فـأزَحْـتُ قـلـبـي عـن مـسـارِ أســـنـةٍ
واسْـــتَـلَّ عـقـلـي ريـشــةَ الـفَـنـّــان
وغَـفـلْـتُ عـن قـلـبـي و لـولا غـفـلــةٌ
عــن رأيـِــهِ لَـعَـبَـثْـتُ بـــالأوزانِ
ورسـمـتُ بـالـشِّـعـرِ الـمُـقَـفّى  لـوْحَـةً
وَشَّــيْـتُـهـا  بـالـعَــذْبِ  مـن  ألـحــاني
أمّـا  الـهـوى فـحـلـفـتُ أنّــي  تـائـبٌ
عـنــه  و لـســتُ  بِـنـاكِــثٍ  أَيْـمــانـي
قــد ذُقْــتـُـه فَـأَعَـلَّـنـي بِــرِضــابِـــه
ورَمى فـؤادي فـي رَحـى  الأشـجـانِ
أسـكـنْـتُـه قـلـبـي  فـكـنـتُ  أســــيـرَهُ
عَـبْـداً ، تَـمَـلَّـكَ عـن رِضايَ عِـنـانـي
لـم   يَـكْـفِـهِ مِــنّـي الـفـؤادُ  يُـذيـبُــه
فَـخَـطـا الشِّـغافَ يَطوفُ كلَّ كِـيـانـي
فـتـركْـتُـه   بـعــدَ   الـلّـتَـيّــا  و الـتـي
وهـجـرتُـه  و رَضـيـتُ  بـالـحِـرْمــانِ
فَـلْتَعْلَمي ما  جِـئْـتُ  فـيـكِ  مُـغـارِمـاً
إنّ الـذي لاقَـيْـتُ مـنـــه   كَــفــانـي
أنـا شـاعـرٌ أَتَـصَـيَّـدُ الـغـيـدَ الـحِـســــ
ــانَ   تَـأَمُّـلاً   لأَصــوغَــهُــنَّ أغــــانـي
وتـركـتُـهـا حَـيْـرى و رُحْـتُ مُـغَـرِّداً
أنــا بـلـبــلٌ حُـــرٌّ   عـلـى الأفْـنــانِ
م . نواف عبد العزيز
( أبو عبادة )
1987

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات الشاعرة /سمية محمد /🇸🇾

ونقصُّ للأوراقِ كل حكايةٍ علَّ الهمومَ تزيلها الأوراقُ لنعودَ يوماً كالزهورِ نضارةً كالليلِ يحلو بعدهُ إشراقُ لنعودَ نبعاً إذ يفيضُ محبةً عذ...