السبت، 2 يوليو 2022

الفرارُ مِن الأرض/قصيدة بقلم الشاعر /محمد ابراهيم الفلاح

***الفرارُ مِن الأرض***
بحر الوافر
ندًى كالوردِ تَعشَقَهُ القُلوبُ
فقامَت حول مَورِدِهِ الحُرُوبُ

حَوى فيه الجمالُ الفَذُّ قَسْرًا
وَكادَ يُذيبُ مازِنهُ المَهيبُ

دَواءٌ تَسْتَريبُ بِهِ عُيونٌ
وَتَفنى دون جُرْعَتِهِ السُّهُوبُ

وَلكنَّ البَوائق رَوَّعَتْهُ
فَعادَ وَقَصْدُهُ الثَمَرُ العَذُوبُ

بَدا كالفَيءِ يَحْضُنهُ سحابٌ
وَقالَ وَمُزْنُهُ مَسَّ اللُّغُوبُ

ذَوَى مِنهُ جمالُ الأرضِ طُرًّا  
وَظلَّ يَئنُّ يَكْسُوهُ الشُّحُوبُ

فتاةٌ والضِّياءُ بِوَجْنَتَيها 
مُنَزَّهَة ٌ عَنِ الشَّحْنا.. تَجُوبُ

مِنَ الظَّمَأ العُضالِ المَوتُ يَدنو
فعادَ وَكُلُّهُ رَقٌّ وَطِيبُ

بَدَتْ كالأرضِ أعْيَتْها الشُّقُوقُ 
مِنَ العَثَراتِ يَملأها النُّدُوبُ

دَنَتْ منها السِّهامُ السُّودِ حِقدًا 
فَكادَ يَجِفُّ ذا الفُوهُ الرَّطيبُ

مُعَلَّقَةٌ وَها الأنداءُ تَشْدُو
بِما ظَفَرَتْ مِنَ الدُّنيا تُهِيبُ

وَظَلَّتْ حَرْبُ أنداءٍ سُطُورًا
بِها يَفنى أُناسٌ لم يُنِيبوا

وَفَرَّ نَدًى تُصاحِبُهُ فَتاةٌ
وَما عادَ النَّدى.. فَرَّ الحَبيبُ

علامَ الحَرْبُ والقَتلى تَنادوا 
جَفافُ الأرضِ مِن دَمٍّ يَجُوبُ

فَيَنْقَطِعُ النَّدى وَتَفِرُّ أُنْثى
وَكَيْفَ بِدونِهمْ عَيشٌ يَطِيبُ

العَذُوبُ: عَذب أي حلو الطعم والمذاق
الرَّقُّ: الماء الرَّقيق أو الخَفيف
تُهِيبُ: يصيحُ بأحد لِيقفَ أو لِيَرجِعَ

محمد إبراهيم الفلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات الشاعرة /سمية محمد /🇸🇾

ونقصُّ للأوراقِ كل حكايةٍ علَّ الهمومَ تزيلها الأوراقُ لنعودَ يوماً كالزهورِ نضارةً كالليلِ يحلو بعدهُ إشراقُ لنعودَ نبعاً إذ يفيضُ محبةً عذ...