الانتظار
رحل الزّمن ولن يعود
رسائل الحبّ مبتلّة بالدّموع
قد أنهكها ألق الوعود
قيل لي:
"انتظرْ حينما يَبْقَى الْفَرَاغ نضعك فِي مَكَانِهِ ،
كلّ الْأَمَاكِنِ مزدحمة وَلَا وَقْتَ لك أن
تكتب فيها ،
هكذا كَانَ جَوَابُ صَاحِبِ الْبَرِيد لَحْظَة وُصُولِه ،
وَأَنَا أُحَاوِل أَنْ أَجِدَ ركنا فِي مِسَاحَةِ لَيْسَتْ لي، فِي فَضَاءٍ لَيْسَ لِي، فِي سَمَاءِ لَيْسَتْ لِي ،
أُحَاوِل أَن أَمْشِى مِثْل الْأَطْفَال حافيّ الْقَدَمَيْنِ عَلَى أَرْضِهَا الْوَاسِعَة ،
رغم ضَجِيج الْمَدِينَة وَأَصْوَات الْعُشَّاق مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ،
مازلت أنتظر، هائما وفي قلبي ينطفىء
القرار
الطّابور لانهاية له
صمت أصابعي يبرق فيها
الغيّاب
قيل لي:
"انْتَظَر قَلِيلًا أَيُّهَا الرَّجُلُ البائس
وَأَجْلَس مِثْلَ كُلِّ البَشَرِ ...
انتظر"
أَلْوَان المعجبين ملأت الْفَضَاء الأَزْرَق و تَفَاصِيل الْحِكَايَة
" انتظر'
هكذا أَجَابَنِي صَاحِب الْبَرِيد بِهُدُوء عَلَى حَافَّةِ الْجِسْر الْمُنْكَسِر
رغم أنّ الْأَصْوَات بَعِيدَة ، إلاّ أَنَّنِي أَسْمَعُهَا وَكَأَنَّهَا بقربي ، وهيّ كذلك خاطبتني قَائِلُه: " انتظر "
بحثت فِي أَرْضِهَا كَثِيرًا , كيّ أَجِد سَجَّادَة تحملني إلى ملكوت الأوفيّاء، إلى ملكوت الأتقيّاء ،
إلَّا أَنْ إمَامَ الْمَسْجِدِ خاطبني هُو كَدَلْك بِقَوْل:"انتظر "
كُلُّ التَّمَاثِيلِ فِي أَرْضِهَا تخاطب النَّاظِر وتطلب مِنْه الِانْتِظَار
أَمَّا أَنَا لَمْ يبق لِي فِي سَاعَتِي إلَّا الرَّحِيل كَيْ لَا انْتَظَر كَثِيرًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق