تجلّى ربيعٌ شذيّ خضِرْ
وهبّ عليلاً نسيمُ السَّحرْ
بأفقي تشعشعَ نور الدّراري
تصبّ شعاعا على المنْحَدَرْ
وكمْ شفّني سحْرُ ذاك الجمال
وقَدْ غَمَرَ الأفقَ نُورُ القَمَرْ
فَحَرّرّنِي من قيودِ الزّمانِ
ودُنْيا الرّياء وزيف البَشَرْ
تناسيتُ كلّ همومٍ ببالي
تلاشَتْ شجوني وزالَ الكَدَرْ
نسيتُ الحروبَ وكلّ المآسي
وَدَهْرا سقاني الكؤوسَ الأمرْ
وسافرتُ عبْرَ دُرُوبِ الخيالِ
وَأَحْزَانُ روحي تلاشتْ زُمَرْ
وحلّقت فوق رحاب الجمالِ
وكون بدا قدسيّ الصّوَرْ
تجلببَ بالسّحر كلّ الوجودِ
توشّح بالنّور غيمٌ يمرْ
مروجٌ تموج بغضّ نباتٍ
تدغدغه نسمات السّحَرْ
ونورٌ تراقصَ بينَ الظّلالِ
وفوقَ المياهٍ كأسنى الدّررْ
خريرُ المياه وهمسُ المساءِ
كأصداءِ عزْفٍ .. كخفقِ الوتَرْ
فراشٌ ونحلٌ تحلّقُ نشوى
فَوْقَ الزّهورِ وبينَ الشّجَرْ
وسحرٌ تناهى إلى خاطري -
تدفّقَ إلهامه وانهمرْ
فأسرجْتُ حرْفًا لروض البيانِ
أجول وأقطفُ غضّ الزّهَرْ
وَأَنْعَمُ في نشواتِ الخيالِ
وأروع ما صوّرته الفِكَرْ
بحور القوافي وأسنى الحروفِ
بها كم رسمتُ بديعَ الصّوَرْ
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق