رفت عليه مورقات الغصون
وحفه العشب بنواره
ذلك قبر لم تشهذه المنون
بل شاده الشعر بأسراره
ألقى الشاعر عبء السجون
وأودع القلب بأسراره
وجاورته نخلة باسقة
تجثم على الوادي إلى جنبه
كأنها التاكلة الوامقة
تقضي مدا العمر إلى قربه
وترسل الأغنية الشائقة
قمرية ظلت على حبه
ويقبل الفجر الرقيق الإيهاب
يحنو على القبر بأضوائه
كأنما ينشد تحت التراب
لؤلؤة تزرى بلألائه
إستل منها الموت ذلك الشهاب
غير شعاع في الدجى تائه
يظل يهفو فوق تلك الشعاب
يطوف بالينبوع من مائه
ويذهب النور ويأتي الظلام
وتبزغ الأنجم في نسقه
حيرى تحوم الليل كالمستهام
أسهره الثائر من شوقه
تبحث عن نجم بتلك الرجام
هوة به الأقدار عن أفقه
أخ لها في الأرض ود المقام
أثر الغرب عن شرقه
ويطلق الطير نشيد الصباح
بنغمة تصدر عن حزنه
يمد فوق القبر منه الجناح
ويرسل المنقار في ركنه
أفضى إلى الراقد فيه وباح
بأنه الملهم من فنه
فمن قوافيه إستمد النواح
ومن أغانيه صدى لحنه .
حسن السمايكي ... المغرب ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق