أشقى وقد حكمت بالبعد أقداري
ويشغل الطّيف أحلامي وأفكاري
غابت نجوم وغاب البدر من أفقٍ
سحْبٌ تغشّته من همٍّ وأكدارِ
يطول معتكرا .. ليل النّوى فمتى
يفوت .. يصدعه صبحٌ بإِسفارِ
أطوي المسافات لا أطياف تؤنسني
حيرى وقد خلدت للصّمت أوتاري
أخطأت دربي وظمآنُ قدِ انقطعتْ
عذْبُ المناهلِ في تيهاءَ مِقْفَارِ
كلّ الأماني سرابٌ لستُ أُدْركُهُ
يضيقُ دربي بأشواكٍ وأحجارِ
حولي وحوشٌ وأنياب لها برزتْ
ترومُ نهْشِي وتمزيقي بأظفارِ
يقْتَادُني وَجَعٌ والرّوحُ تائهةٌ
والدّرٌبُ قَدْ بَاتَ مَحْفُوفا بِأخْطارِ
إِذْ لاحَ نورٌ وفي البيداءِ أرشدني
لواحةٍ ظهَرَتْ من خلفِ أستارِ
دُنيا خيالي سَمَا بالوحي حافلة
بالنّور تبهر في ليلٍ وأسحارِ
حيث الحروفُ لنا تنقادُ طائعَةً
حرف إذا الليلُ أدجى كان أقماري
دُنْيا.. وقدْ ملكتْ قَلبي مَحاسنها
رؤى من السّحرِ ترويهنّ أشعاري
إنّ الخيال وما يحويه من صُوَرٍ
لمنتهى حاجتي القصوى وأوطاري
نظمُ القوافي كإلهامٍ يفاجئني
بالحرف أنعمُ .. يشفي كلّ أوْزَاري
رفا الأشعل
على البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق