عِيدَاكَ يَا عَبْقَرِيُّ الْفَذُ أَشْعَارٌ
بِنَفْسِهَا فُتُحَيِّيكَ وَأَفْكَارٌ
يَا عَبْقَرِي الشِّعْرِ إِنَّ الشِّعْرَ يُلْهِمُهُ
فِيهِ كَذَا الْوَحْيُ وَالْإِبْدَاعُ مِقْدَارٌ
الْعَبْقَرِي النَّظْمُ وَالْأَوْزَانُ وَالدَّهَشُ
فِيهِ الْفَصَاحَةُ يَا مَنْ أَنْتَ مُخْتَارٌ
الشِّعْرُ حَرْفٌ أَنِيقٌ مِنْ شَنَاشِنِهِ
أُهْدِيهِ حَيْثُ جُمَانُ الطُّرْسِ أَبْصَارٌ
الشِّعْرُ ذَوْقٌ وَتَعْرِيفٌ كَذَا مِنَحٌ
لِسَيِّدِي الْعَبْقَرِي يَا نِعْمَ مِنْحَارٌ
الشِّعْرُ تَاجُكَ وَالْعِرْفَانُ وَالْأَدَبُ
حَيَاتُهُ فَشُعُورٌ وَا لَهَا الدَّارُ
مِيَاهُ جِسْمِكَ رَوْعَاتٌ مُمَيَّزَةٌ
كَذَا دِمَاؤُكَ من ربي لَأَسْرَارٌ
الشِّعْرُ حَيٌّ وَقَلْبُ الشِّعْرِ ذَاكَ أَخِي
أَ سِرَّ وَالِدِنَا بِالْكُلِّ أَخْيَارٌ
يَا حَبَّذَا الشِّعْرُ لِلشَّيَّادِ مُعْجِزَةً
وَأَنْتَ عَنْ قِيمَةِ الْأَشْعَارِ مِخْبَارٌ
أَنَا مُقَلِّدُهُ في رَوْعَةِ الْأَدَبِ
وَشِعْرُهُ لِيَ إِلْهَامٌ وَمِضْمَارٌ
فَفُزْتُ في أَثَرِ التَّقْلِيدِ مُتَّبَعَا
إِتْبَاعَُ ذَا التَّابِعِ الْفَذِّ فَآثَارٌ
أَنَا لَمَتْبُوعُهُ لَا رَيْبَ فِي تُبَعَه
آثَارُ إِعْرَابِهِ- الْمَتْبُوعَ- مِعْيَارٌ
لِذَاكَ إِنْ تَرَ أَشْعَارِي على صِيَغٍ
لِلْعَبْقَرِيِّ فَلِابْنِ الشِّعْرِ أَشْعَارٌ
مُهَذِّبٌ سَيِّدِي فِي كُلِّ أَمْكِنَةٍ
مِنَ الدِّرَايَةِ لَا بِالْإِفْكِ زَخَّارٌ
وخَاصَةً هَاكَ هَذَا أَبْلَغُ الْكَلِمِ
كَأنَّه ابْنُمُ سَحْبَانٍ فَسَحَّارٌ
ذِهِ الْخَوَارِقُ مُخْتَارٌ بِهَا أَبَدًا
لِذَا تغرِّد أَشْجَارٌ وَأَطْيَارٌ
هَاكَ التَّغَرّدَ لِلْأَطْيَارِ فِيهِ أَخِي
وَتَنْشُرُ الْبِشْرُ إِذْ كلٌّ لَمِحْيَارٌ
تَزْدَادُ يَا عَبْقَرِي عُمْرًا بِعَافِيَةٍ
تَبْقَي بِخَيْرٍ وَلَا يُدْرِيكَ إِضْرَارٌ
كُنْ وَابْقِ مَسْدُودَ شَرٍ طَيِّبَ الْأَثَرِ
وَلَا يُصِيبُكَ فِيهِ الدَّاءُ وَالْعَارُ
السيوطي الأبهجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق