مَذاهِبُ نَيلِ السَّعدِ والسَّعدُ حاضِرُ
تَغيبُ عن الغَضبانِ وهْىَ تُحاصِرُ
إذا قَتَمَتْ كالليلِ أصنَعُ بَسمَةً
تَقولُ لَدَيْكَ الخيرُ واللـٰهِ وافِرُ
أفِرُّ مِن الكُفرانِ والمَقتِ راضيَاً
وشُكرِى حَباهُ الصُّبحُ ناصِعُ باهِرُ
أنِستُ ولا أنسَى بأنَّ مَعيشَتِى
هى الخُلدُ فى الجَنَّاتِ فيها أُفاخِرُ
ولا أسأمَ المَأساةَ مَهما تَوَطَّنَت
سَيَشمَلُ فَضلُ اللـٰهِ عَبدَاً يَثابِرُ
عُبَيدٌ هَداهُ اللَّـٰهُ صَبراً علَى الأسَى
يُسَرُّ ومَن يَغبِطْهُ رُسْلٌ أكابِرُ
فإنِّى علَى صَبرٍ لَزِمتُ وجَنَّتِى
سَكَنتُ ونَجَّانِى يَقينٌ يُؤازِرُ
فبَيْنَ نَعيمِ الخُلدِ والعُسرِ فاصِلٌ
مِن الوَقتِ فيهِ الصَّبرُ نَهجٌ يُبَشِّرُ
فصاحِبْهُ فى خَيْرٍ وفى الشَّرِّ إنَّهُ
مَعَ المُحتَمِى وَحشٌ قَوِىٌّ وكاسِرُ
وسُكْرٌ عن النَّعماءِ يَمنَعُ نَفعَها
ووعىٌ سَيُبقيها تُدِرُّ وتُثمِرُ
وَلَستُ نَبيَّاً أو حَوارِىَّ مُرسَلٍ
ولَكِن رَبِحتُ الحُبَّ مِنْهُم وأُشهِرُ
وتَقصدُنِى الأمواجُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ
فتَحتارُ فى أمرِى بها كَيفَ أُبحِرُ
فأركَبُها حيناً وحِينَاً أكُفُّها
فتَبقَى على بُعدٍ ومِنِّى تُحاذِرُ
إذا مَرَّ بِى خَطبٌ مَريرٌ مَذاقُهُ
أُحَلِّيهِ فالأشعارُ بالشَّهدِ تُمطِرُ
وإن صابَنِى المَكروهُ يَشقَى بصُحبَتِى
أسيرَاً ويَرجُونِى لَعَلِّى أُحَرِّرُ
فأُطلِقُهُ مَنَّاً وأُخلِى سَبيلَهُ
فيَرتاحُ مِن هَمٍّ ولا بِى يُفَكِّرُ
جُنونِى عَلَى الأعداءِ فيهِ رَشادُهُم
ويَنهَزِمُ الشَّيطانُ حينَ أُحاوِرُ
ألَسْنا بذِى الدُّنيا زَمانَاً مُؤقَّتَاً
وللقَبرِ فالميزانِ كُلٌّ يُسافِرُ
★ ★ ★ ★
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق