مَلَّ مِن ظُلمِ القوافي شاعرُ
لا أراهُ صَدرَ بيتٍ يُبهِرُ
هل لَدَيكم مِن بديعٍ حاضرٍ؟
في مَدَى الآفاق شئٌ يَعبُرُ
هل أرى يوماً قصيدي يُحتَفَى؟
لا ولا مِن بَعدِ موتٍ يَظهَرُ
غير أحسنتم وأبدعتم لنا
ثَمَّ ما أبدعتَ نَظماً يُقبَرُ
دَوْحَةٌ في قلب قفرٍ أثمَرَت
كَلُّ يومٍ في سكونٍ تُعقَرُ
ثُمَّ تنمو في دُجاها أذرُعاً
للسَّما تدعو إلـٰهاً يُبصِرُ
أنضَجَت مِن كلِّ صنفٍ جَوهَراً
هل بدا للنَّظمِ شئٌ يُنثَرُ؟
سَوْسَنُ الحُبُّ الذي لم أنسَهُ
ذاك غَيمٌ هل تراها تُمطِرُ؟
اجمَع الأوراقَ حَتَّى نُلقها
في مَسيلِ الماء حَرفاً يُثمِرُ
هل تتاريٌّ تَراهُ مُقلَتي؟
يا فُراتَ العُرْبِ فِكرٌ يُذعَرُ
عينُها الحوراءُ دَقَّت مُهجتي
فاغتَوى قلبي سبيلٌ واعِرُ
صوتها الأخَّاذُ أنسَى مَسمَعِي
أنَّ أسبابَ المَنايا تُحذَرُ
شَعرها مِن فوق غُصنٍ ناحِلٍ
فيهِ لا يَخفَى سُباتٌ وافِرُ
لامَسَتْهُ دونَ مَسِّ راحَتي
ناعمٌ يدري بذاك النَّاظرُ
ثُمَّ في يومٍ عجيبٌ صُبحُهُ
جاء للدَّيجور وقتٌ يُضْفَرُ
فوق عينيها أرى أهدابها
تَقرَأُ الأسرارَ وهْي تَحفُرُ
ما ثمارُ التُّوتِ تعلو ثغرَها
بل هو الفرصادُ شَهداً يَقطرُ
مِن بعيدٍ ذُقتُهُ مُستَسلِماً
كيف مِن دون انقطاعٍ يعصرُ؟
ريقُها في الرِّيقِ دَوماً حاضرٌ
مُستَمِرٌّ ذاك شَئٌ يَندُرُ
إذ تَرَى للنَّاسِ إعراضاً فقُل
شِعرُكَ المَزعومُ قُبحٌ مُنكَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق