خِطابي مع الإنسان ذا اليوم أُهمِلُ
فما عادَ إلَّا بالتَّفاهاتِ يَحفَلُ
وإرضاءِ غَيِّ النَّفس بالجنس عائباً
طَهارَةَ مَن يَأبَ الفَواحِشَ تُفعَلُ
أُخاطِبُ أحجارَ الجبال فإنَّها
أرَقُّ وأسمَى في الصِّفاتِ وأفضَلُ
أُخاطِبُ وَحشَ الغاب فالجُرمُ عندَهُ
يُجازَى بمَثلِ الجُرمِ فالوَحشُ أعدَلُ
إذا حَيوانٌ أزهَقَ الرُّوحَ إنَّما
يُقاتِلُ مِن جوعٍ وذلك يُعقَلُ
أُخاطب أقذاراً تفوحُ بمُنتِنٍ
مِن الرِّيحِ لكنَّ المَنافع تُبذَلُ
أُخاطبُ كُلَّ الخَلقِ إلَّا الذي طَغَى
فكُلٌّ مِن الإفسادِ يَأسَى ويَخجَلُ
ببُطءٍ صَبيٌّ قلبُهُ الآنَ خافِقٌ
قريباً إلى باريهِ طَيراً سيرحَلُ
تَخوضُ دموعَ الحُزن بالصَّبر أُمُّهُ
لَهُ إخوَةٌ ماتوا إليهم سيُحمَلُ
تُغادِرُهُ نَفسٌ بغير جِنايةٍ
فما كان بالآثام والسُّوء يُشغَلُ
يُقَبِّلُ مِنهُ الرَّأسَ والكَفَّ والِدٌ
وفي سائرِ الدُّنيا البغايا تُقَبَّلُ
وتَصعَدُ مِن قلبٍ إلى العين عَبرَةٌ
فَتُسكَبُ فَوقَ القلب وهْو يُناضِلُ
سيَرحَلُ محروماً مِن الماء بينما
يُلاعَبُ في حَوضٍ حَقيرٌ ويثمَلُ
لطائرتين انظُر وشاهِد تَناقُضاً
فكِلتَيهِما عَن خُطَّةِ القَتل تَسألُ
فهذي أجابَت بي وقودُ خيانَةٍ
وهذي أجابَت بي طعامٌ مُتَبَّلُ
فسوف يموتُ الشَّعبُ غَيظاً إذا رَأى
طعامَ سراةِ القَومِ في الجَوِّ يُنقَلُ
خِطابي مع الإنسان ليس بنافعٍ
لأنِّي مع صِدقي فقيرٌ وأعزَلُ
ولا تَعتلِي حَرفي الفصيحَ عِمامَةٌ
ويَنقُصُني فِكرٌ سَخيفٌ يَبَجَّلُ
مِن النَّاسِ ذُؤبانٌ بنابٍ ومخلبٍ
ومنهم خنازيرٌ وأدنى وأرذَلُ
أُخاطبهم يوم الجحيم تُحيطُهُم
إذا يَسألوا ماءاً فما اللَّـٰهُ يَبخَلُ
أُخاطِبُ آسادَاً تُنادِي بفُرصَةٍ
لتَزحَف والدُّنيا بعُنفٍ تُزَلزَلُ
هَلُمُّوا بإيمانٍ لنَصنَع وِحدَةً
ففيها عَصَا موسى بها السِّحرُ يُبطَلُ
★……★……★……★……★
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق