ألمُ الفِراقِ
يا دارَ من شُغِلَ الفؤادُ بِحُبِّها
صَبَّحْتُها بِتَحِيَّةٍ وسَلامِ
وَوَقفتُ فيها ساعةً مُسْتَذكِراً
حَُّباً مضى في سالفِ الأيامِ
فأصابني مرأى الرسومِ بِرَعدةٍ
وَتمرُّ ذكرى الراحلينَ أمامي
أطلالُها فوقَ الأديمِ تهدَّمتْ
وتناثَرَتْ في رَبعِها المُتَرامي
أمسَتْ خراباً لا أنيسَ بِأرْضِها
وكأنَّها لَيستْ بِدارِ مُقامِ
ناجيتُها حتى أُخفِّفَ حُزنَها
لكنَّها لم تَستمعْ لِكلامي
وسألتُها ماذا جرى من بَعدِنا
من بَعدِ أيامِ الصِّبا وغَرامي
ولْْتُخبريني عنِ الحبيبِ وأهلِهِ
عنْ قِصَّةٍ مرَّتْ كما الأحلامِ
الدَّهرُ فرَّقَ بَيننا بقَساوةٍ
وتفرقَ الحَيَّانِ من أعوامِ
وانا الذي أغشى المَنامَ تَكلُّفاً
لِيمُرَّ ذاك الطَّيفُ في أحلامي
عَلِّي أراهَا في المَنامِ تزورُني
اشكو لَها من لوعتي وهُيامي
اشكو لها ألَمَ الفِراقِ وبُعدِها
قد زادَ وَجدُ الشَّوقِ في إيلامي
لكنَّها الأحلامُ لا نفعٌ بها
ما نَفعُ وَصلٍ كانَ بالأوهامِ
والآنَ أَقفُ على الرُّسومِ تَحسُّراً
مادَِتْ على تلكَ الُربا أقدامي
والعَينُ تَحرِقُ وَجْنتي بِدموعِها
والهَجرُ أوهنَ قوَّتي وعِظامي
لو كانَ من أهواهُ فيها حاضِراً
لأَعزَّني وَلَزادَ في إكرامي
يا عائدينَ إلى الدِّيارِ ترَيَّثوا
وخُذوا إلى تِلكَ الرُّبوعِ سَلامي
وَلْتُخْبِروها أنني كَلِِفٌ بها
وبذكرِها حتى يَحينُ حِمامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق