يُحكى بأَنَّ فتىً أُصيبَ بِنوبةٍ
قد عطّلتْ منهُ الجوارحَ جمعَها
قصدَ التداويَ و التطَبُّبَ عاكفاً
فمضى جُزافاً ما تمكّنَ قمْعها
عينٌ تعوَّدَتِ الجمالَ بصيرةً
سلبَ القذى منها الحياةَ و شرعَها
و كَمِ اقتنَتْ أذُنٌ تغاريد الهنا
فأصمَّ ضوضاءُ التسَهُّدِ سمعَها
و كذاك أقعَدَهُ الحنينُ للهفةٍ
رتقت تجلُّدَهُ فأهملَ رَقْعَها
و اختلَّ ذاك القلبُ بعد نظامه
أجراسُ غيرَتِهِ يماطِلُ قرعَها
ماذا دهاكَ و ما أصابك يا فتى
حتى قوى النوباتِ ترفضُ دفعَها
قالَ الغرامُ هوَ الذي نوباتُهُ
جرّت علي الموجعات ولذعها
ملَكَت زمامَ وجوه فكري ظَبْيةٌ
خلَعَت عن القدرِ المُعَظّمِ درعَها
و براحة الكنَفِ الحنون ودفئه
و شمائلٍ للروح تُسكنُ رَوعها
تجري و اجري خلفها متَبَعثِرَ الـ
أجزاء ، و الأفكارُ أشكو صدعَها
أجري على شوكِ الوثوق بوصلها
و الدهر عقربةٌ يسمم لسعَها
ليلٌ و سهمٌ طائشٌ قدري بها
يمشي و ما الأقدار أقدِرُ منعها
•••
ناظم الفضلي الكربلائي 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق