حيران من ألم الفراق عليل
من أين أبدأ والدموع تسيل
آن الأوان بأن أودع إخوتي
لـكن قلبي بالوداع بـخـيل
أبدا أودع من أحبُّ بأصبعي
وإذا فعلتُ فإنني مخبول
قومٌ بهم طابتْ حياتي كلـها
ولهم فؤادي صاحب وخليل
لي بينهم من لا يخالفني ولا
يقوى على بُعدٍ يراه يـطول
عيسى صديقي والنبيلة روحه
وحسين خِلي، تَاسِعِي لجميل
هادي ونور هما دعائم فصلنا
عـباس أسـد بيننا وسـلـيل
أين الرقية والحبيبة يا ترى
هل مَريَمِي عادتْ إلي تميل
ها سارة الإخوان جاشتْ عينها
من أجل هذا البين ذاك تقول
لا أحفظ الأسماء من ألم النوى
مذ أن بكت عيني خرجتُ أجول
واليوم جاء تخرجٌ، ما سرّني
كيف السرور لمن أتاه رحيل
يا رب جامعة القُلَيْمِ أحبها
صعبٌ عليَّ فراقها وجليل
فيها أساتذة الكرام ذَوُو البَها
الكـل فيـهـا مرشـدٌ ودليل
سيما أساتذة اللغات أساتذي
هم خِيرة العلماء يا مجهول
عن أمة الرحمن لا تسأل أخي
بحر العلوم أقول بل هي نيل١
أمٌ ومرشدةٌ علا أخلاقـها
ودناإليها فاضل ومثيل
أستاذ ثالث رب قافية ألا
حتى الخليل أمامه لذليل
أستاذ خالد يا لجاحظ عصرنا
في كـل أمـرٍ هـمّـه التسهيل
دكتور أحمد فاق كل معلم
نـعـم الـمـعلم للعلوم بذول
ابن الإمام حبيبنا وعزيزنا
وحفيد ثاني صادق وعسول
مُوسى جَزِيرَ لا يأنب طالبا
إلا عـلى خـطأٍ أتاه كسـول
مختار جِبْيَا سيبويه زماننا
فـي كـل يـوم إنـه مـشغول
سر البحور صغيرهم وكبيرهم
فـي كـل جـمـعٍ إنـه لـفضـيـل
سَرَرِي له علم اللغات وسرها
ولديه في كل العقود حلول
دكتور عبد الله كل فصاحة ال
فصحاء والبلقاء مـنه تـسيل
رَحَمَا سليمان الشيوخ وجدهم
هو في جهابذة النحاة رسول
إذ مصطفى المصريُّ من علماءنا
مـن أرض زَزَّو إنـه لأصـيـل
مَنْ مار؟ لا تسأل أخي هذا أبٌ
لـلـفصـل قـلنا إنـه مسؤول
بئس الفراق وبئس كل مرحّب
بالبـين لو تصغي إليه عـقـول
إني لجامعة القُلَيْمِ مودعٌ
لكن بحب أحبتي مشغول
يا رب نسألك السلامة والعلا
واجلبْ لنا خيرا فأنت جليل
ونعوذ من ضيق الحياة وشرها
أنـت الـكريم وللـعباد وكـيـل
🫂 آدم اسحاق أبو حليمتين🫂
١_ النيل : نهر مصر والسودان