رماني زماني ببرِّ خرابٍ
بفجّ الأسى وجحيم العذاب
حياةٌ بأشجانها صهرتني
تصبّ مرارا بكأس شرابي
وبعثرني الدّهر فوق ضفافٍ
توالت عليها فصول اكتئابِ
ببيداء عمري على الشّوك أمشي
أسير بلا وجهة في اغترابي
أيا دهر أدميت قلبي وإنّي
كئيبٌ وقد ضاع حلمُ شبابي
تبخّر عمري وروحي تتوه
تملّ من القبح تحت نقابِ
تملّ المنافق يبدي ودادا
ويضمر حقدا بغير حسابِ
وذاك الّذي كالأفاعي يلين
وفي نابه بعض سمّ مذاب
إلهي تعبت من الكلّ حولي
ودهري تجنّى يروم عذابي
لماذا أيا دهرُ عتّمت أفقي
وسقت إليه كثيف السّحابِ
تحطّمُ كأسي وتخرسُ لحني
تمزّقُ قلبي بظفرٍ ونابِ
لعمرك إنّ الحياة صحاري
وكلّ الأماني كلمعِ السّرابِ
إلهي تعبت وطال عذابي
أتوق لنورك خلف الحجابِ
من الظلمات إلى النّور خذني
فنورك يجلو ضباب اكتئابي
إلهي بنورك لذت وإنّي
بذكرك أشفي أليم ارتقابي
أعنّي على هجمات الزّمان
إلى أن أصير بدار تبابِ
هناك سيغمر نورك قلبي
يضيء كشمس .. كألف شهابِ
بقلمي / رفا الأشعل
على المتقارب
