بسم اللّٰه الرحمٰن الرحيم
يا طالبَ الْمجدِ في الدنيا بِلا تَعَبٍ
فَاعْلَمْ بَأَنَهُ لا يَأْتِيكَ بِاللَعَبِ
الشَّهْدُ عَذْبٌ وَلَكِنْ صُنْعهُ عَجْزٌ
كَطَالِبِ الْمَجْدِ لَمْ يَسْلَمْ مَنَ الْعَتَبِ
لَمْ يَحْظَ بالْمَجْدِ مَنْ لَمْ يَرْكَبِ الخَطَرَ
ولَيْسَ تَخْضُرُّ أيامٌ بِلا كَرَبِ
لكل قاصِدِ صَفْو الْعَيْشِ مِنْ كَدَرٍ
دَوماً يُواجه في المَرْمِيِّ مِنْ حَرِبِ
وكُلُّ طَودٍ لَهْ فِي الناسِ سُلَّمُه
مَنْ كَانَ أَدْنَى فَبِالْجِدِّ إِلَى الدَربِ
المَجْدُ لَمْ يَرْضَ إلا عَنْ أخِي الخِدَمِ
ويَخْدُمُ المَرْءَ حَتَى كَانَ في التُرَبِ
واخْلَعْ ثِيابَ التَعالِي كَى تَفُوزَ بِهِ
قَطٌّ فَلا تَزْيُّنَ الحدَّاد في اللَهَبِ
ومَنْ يُرَضِ تحدِّي المجدِ قدَّره
وَإِلْفُهُ نِعْمَةُ الْمَولَى مَدَى الحِصَّبِ
لا يُدْرِكُ الْمجد قدراً غَيْرُ مُمْتَهَنَ
كما يقدِّر ماءً فَاقِدُ العَبَبِ
الْمَجْدَ كَثَمَرِ لا أحدَ يُقَطِّعه
تَحْتَ الْغُصُونِ وَلَكِنْ عَالِيَ الْغَصَبِ
الْمَجْدُ لَمْ يَهْوَ أَنْ يَبَقَى بِمَنْزِلَةٍ
إلا لِمُجْتَهِدٍ يَبْنَى مَعَ الذَهَبِ