★……★……★……★
رَبِّى أغِثنِى مِن ظَلامٍ حاقَ بِى
أنقذ عُبيدَكَ مِن براثن غَيهَبِ
أفرغ علَىَّ العَطفَ واكشف كُربةً
حَلَّت على قلب الضَّعيف المُتعَبِ
الصَّدر ضاق مِن الذنوب وأقفرتْ
لذَّات أهواء الفساد الخُلَّبِ
ما عاد فِى الآثام إمتاعٌ ولا
للقلب فيها قطرةٌ من مَطلَبِ
بالأمس أنياب الفساد ببنيَتِى
فَتَكَت وكان الصَّيدُ رَهنَ المِخلَبِ
خُضتُّ الضَّلالَ وفِى النِّهاية أبصَرَتْ
نَفسٌ دَهَتْها وَحشةُ المُتَغَرِّبِ
فالغَفلة العمياء بالقلب اختَلَت
والعُمر مِنهُ أدبَرَت بالطَّيِّبِ
ظُلُمات ديجورٍ بها بَلَغَ العُلَا
فِى سُكرِهِ مَن رَدَّ نورَ كواكبِ
الذِّكر للأنوار فيها خُدعةً
تُلقِى مُلَبِّيها بريحِ مَذاهِبِ
الفطرةُ الغَرَّاءُ مرآةُ الهُدَى
واجهتُها فاستنكَرَت بالأجنبِى
رَدَّت لعيناىَ التَّبَصُّرَ فارتَأت
نَفساً تُعَربِدُ فِى العُبابِ الأعيَبِ
والنَّفسُ تَنفَسُ عَن حَقيرٍ مُوبِقٍ
فيهِ النَّجيبُ مَطيَّةٌ للخائبِ
بالإرتقاء وبالكرامة والنَّدَى
وَصَفَت حَضارتَها كلابُ خرائبِ
يستمتعون ويرقصون بفرحةٍ
لمَّا يُحيطون القُرَى بمصائبِ
طَبعُ البهائمِ فِى الجرائم شُكرُها
لا يَفهَموا مَن لَم يُعَن بتقارُبِ
عندِى لغَزَّةَ ما يفوقُ عتادها
هَجوَاً حقيقيَّاً كَسُمِّ عَقارِبِ
الخائنين يُحيطُهُم بخُيُوطِهِ
ويَطولُهُم بَحرٌ بغيرِ مراكِبِ
عِندَ الخنازيرِ استَكينوا واخضعوا
واستَمتِعوا بقرابَةٍ وتناسُبِ
يا مَن لكم بين القبور مواكباً
كِبْرَاً وللأعداء خير ركائبِ