السبت، 30 أكتوبر 2021

معلقة عنترة بن شداد

 هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم

أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ


يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي

وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي


فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها

فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ


وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا

بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ


حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ

أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ


حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت

عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ


عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها

زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ


وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ

مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ


كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها

بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ


إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما

زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ


ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها

وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ


فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً

سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ


إذ تستبيكَ بذي غروب واضح

عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم


وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ

سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ


أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها

غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ


جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ

فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ


سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ

يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم


وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ

غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ


هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ

قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ


تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ٍ

وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم


وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى

نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ


هل تبلغنى دارها شدنية

لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم


خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ

تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ


وكأنما أقصُ الإكام عشية ً

بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم


تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ

حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ


يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ

حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ


صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ

كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ


شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ

زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم


هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ

غضبى اتقاها باليدين وبالفم


بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما

بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ


وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَداً

حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ


ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ

زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ


إنْ تغدفي دوني القناع فانني

طبٌّ بأخذ الفارس المستلــــئم


أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني

سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم


وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ

مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم


ولقد شربتُ من المدامة بعد ما

رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ


بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة ٍ

قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم


فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ

مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم


وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ً

وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي


وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً

تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ


سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة ٍ

ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ


هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ

إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي


إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح

نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ


طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً

يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ


يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني

أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم


ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ

لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم


جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ

بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم


فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ

لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ


فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ

يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم


وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها

بالسيف عن حامي الحقيقة معلم


زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا

هتَّاك غايات التجار ملوَّم


لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ

أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم


عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما

خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم


فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ

بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم


بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ

يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ


يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ

حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم


فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي

فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي


قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ً

والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ


وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ

رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم


نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي

وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ


ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحى

إذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم


في حومة ِ الحربِ التى لا تشتكي

غَمَرَاتِها الأَبطالُ غيْرَ تَغَمْغُمِ


إذْ يتقُون بي الأسَّنة لم أخمْ

عنها ولكني تضايق مُقدَمي


لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعهُم

يتذَامرونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مذَمّم


يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها

أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم


ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره

ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم


فازورّ من وقع القنا بلبانهِ

وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ


لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى

وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي


ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها

قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم


والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً

ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم


ذللٌ ركابي حيثُ شئتُ مشايعي

لُبِّي وأجْفزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ


ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ

للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ


الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما

والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي


إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما

جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم

معلقة عنترة بن شداد العبسي

 هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم

أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ


يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي

وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي


فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها

فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ


وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا

بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ


حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ

أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ


حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت

عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ


عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها

زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ


وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ

مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ


كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها

بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ


إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما

زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ


ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها

وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ


فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً

سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ


إذ تستبيكَ بذي غروب واضح

عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم


وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ

سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ


أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها

غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ


جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ

فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ


سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ

يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم


وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ

غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ


هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ

قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ


تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ٍ

وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم


وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى

نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ


هل تبلغنى دارها شدنية

لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم


خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ

تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ


وكأنما أقصُ الإكام عشية ً

بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم


تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ

حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ


يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ

حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ


صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ

كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ


شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ

زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم


هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ

غضبى اتقاها باليدين وبالفم


بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما

بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ


وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَداً

حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ


ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ

زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ


إنْ تغدفي دوني القناع فانني

طبٌّ بأخذ الفارس المستلــــئم


أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني

سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم


وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ

مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم


ولقد شربتُ من المدامة بعد ما

رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ


بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة ٍ

قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم


فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ

مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم


وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ً

وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي


وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً

تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ


سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة ٍ

ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ


هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ

إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي


إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح

نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ


طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً

يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ


يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني

أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم


ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ

لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم


جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ

بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم


فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ

لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ


فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ

يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم


وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها

بالسيف عن حامي الحقيقة معلم


زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا

هتَّاك غايات التجار ملوَّم


لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ

أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم


عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما

خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم


فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ

بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم


بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ

يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ


يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ

حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم


فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي

فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي


قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ً

والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ


وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ

رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم


نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي

وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ


ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحى

إذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم


في حومة ِ الحربِ التى لا تشتكي

غَمَرَاتِها الأَبطالُ غيْرَ تَغَمْغُمِ


إذْ يتقُون بي الأسَّنة لم أخمْ

عنها ولكني تضايق مُقدَمي


لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعهُم

يتذَامرونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مذَمّم


يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها

أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم


ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره

ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم


فازورّ من وقع القنا بلبانهِ

وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ


لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى

وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي


ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها

قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم


والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً

ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم


ذللٌ ركابي حيثُ شئتُ مشايعي

لُبِّي وأجْفزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ


ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ

للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ


الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما

والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي


إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما

جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم

🌀🌀🌀🌀🌀🌀🌀🌀🌀🌀🌀

الجمعة، 29 أكتوبر 2021

على الرصيف. للشاعر محمد الفاطمي

 جَلَسْتُ على الرَّصيفِ

شَمَمْتُ العِطْرَ في الإنْشاءِ شِعْرا***فصارَ النّظْمِ في الشّفَتَيْنِ سِحْرا

وبينَ أَناملي قَلمٌ مُطيعٌ***يَصوغُ الأحْرُفَ الخَرْساءَ شِـــــــــــــعْرا

أُسافِرُ في العُصور بِلا جَوازٍ***فَأَشْــــــــــــــــعُرُأَنّنـي أَزْدادُ قَدْرا

وَفي لُغتي وَجَدْتُ لِسانَ أُمّي***فَزادَ تَعَلّقي بالضّادِ فَخْــــــــــــــرا

سَأَبقى مُخْلِصاً للِسانِ ديني***أُقاوِمُ مَنْ لَغوْا سِرّاً وَجَـــــــــــــهْرا

                                ////

عَلَيْنا أنْ نَعودَ إلى الكِتابِ***كَبَوْصَلَةٍ تَقُودُ إلى الصَّـــــــــــــوابِ

وَهَلْ بِقُشورِ أَحْرُفِنا سَنَرْقى؟***أَمِ التَعْليمُ أَخْطَأَ في الحِــــــسابِ؟

مَدارِسُنا تُقادُ بِلا رَقيـــــــبٍ***وتَعْتَمِدُ التّـــــــــــــــــعلّمَ بِالعِقابِ

مَناهِجُها تَدُلّ على هَواهمْ***وَبَرْمَجَةٌ تُحاكُ منَ السّــــــــــــــرابِ

وَتَرْبِيَةٌ بلا مُواطنَةٍ عُقوقٌ***سَيَقْذِفُ بالجَميعِ إلى الخَــــــــــرابِ

                               ////

أرى التّدْريسَ في وَطَني أَسيرا***وَقَدْ فَقَدَ النّجاعَةَ وَالمَــــصيرا

أَساءَ لَهُ التَّطَفُّلُ بِامْتِيازٍ***وَنَصَّـــــــــــــــــبَ في إدارَتِنا المُديرا

أَلمْ تَرَ حالَةَ الأسْتاذِ تُبْكي***وَقَدْ ضَرَبوهُ ضرْباً مُسْتَــــــــطيرا؟

يُكَمَّمُ بِالهراوَةِ في بلادِ***بِها التّعْليمُ قَدْ أَضْحى أَســـــــــــــــيرا

إذا ما العِلْمُ حُوصِرَ في بِلادٍ***وَجَدْتَ شُعوبَها بَشَراً حميــــــرا

                                  ////

تَعَلَّمْ فَالتّعَلُّمُ كالعـــــــــــــــــــبادَهْ***بِهِ الإنْسانُ تَصْنَعُهُ الإرادَهْ

تَزيدُ بِهِ العُقولُ هُدىً وَرُشْداً***وَبِالتّتْويجِِ ترْفعُنا الشَّـــــــــهاده

وَمَنْ لمْ يَجْتَهِدْ ليْلاً نهاراً***تَعَرّضَ في الخِـــــــتامِ إلى الإبادهْ

تَعَلَّمْ فالغَفورُ قَدِ اصْطَفانا***لِننْعَمَ في العِبادَةِ بالسّــــــــــــعادهْ

وَعَلِّمْ ما اسْتَطَعْتَ لَعَلَّ جَيْلاً***سَيَأْتي بالإرادَةِ والقـــــــــــيادَهْ

                                  ////

جَلَسْتُ على الرَّصيفِ مِنَ الطّريق***أُفَكِّرُ في مُواطَنَةِ الرَّقيقِ

شُعوبٌ قَدْ أَلمَّ بِها ابْتِلاءٌ***فَفَضَّلَتِ التّواصُلَ بالنَّـــــــــــــهيقِ

أُصيبوا بالهَوانِ فَما اسْتَراحوا***كَأَنَّهُمُ الضَّفادِعُ في النّــــقيقِ

تَلَوَّثَتِ الضّمائِرُ والأَيادي***كما انْقَلَبَ الصَّديقُ على الصَّديقِ

وَمِنْ أَرْحامِنا أَتَتِ المآسي***فَزادَ البُؤْسُ في أَلَمِ الشَّهــــــــيقِ

محمد الفاطمي الدبلي

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

السراج المنيرللشاعر سليم خادم


     السراج المنير

ولـــد الــسـراج فَـغَـارِتِ الأضــواءُ


قــمـرٌ وشــمـسٌ وجــهـه وضِــيـاءُ


يـــا أيــهـا الـقـرآن تـمـشي بـاسـماً


وعــلـى خُــطـاك لَـتُـزْهـر الـبـيداءُ


إنّــــا نــــراك حـبـيـبـنا وشـفـيـعـنا


فــبـك الـقـلـوب جـمـيـلةٌ وصـفـاءُ


مَـلِـكٌ وثـروتـك الـوفـاء لـمن أتـى


والــتـاج عــنـدك حِـشْـمةٌ وحـيـاءُ


والـعـرش عـنـدك حِـكْـمةٌ وبـلاغـةٌ


والـقـصـر عـنـدك رَحْـمـةٌ وعـطـاءُ


هـو سـيّدُ الـثقلين فـي كـلّ الدُّنى


غــنّــتْ بــــه الــنُـبـلاء والــفـقـراءُ


هو خير من جاد الحديث فصاحةً


بِـبـيـانـه قــــد أُغــــرِمَ الـفُـصـحاءُ


انــشـقّ بــدرٌ فــي الـسـماء تَـبـرُّكاً


فـــي آيـــةٍ سـجـدتْ لـهـا الـعـلماءُ


شـهـد الـزمـان بـأنـه خـيـر الــورى


والــقـلـب فــيــه زُمُــــرّدٌ ضَــــوّاء


وبــأنــه فــــي الـصـادقـين وأنـــه


فــي الـمـرسلين الــدُّرّةُ الـعـصماءُ


والله كَــلَّــلــه بـــدِيـــنٍ خـــالــصٍ


ركــعـتْ عــلـى أخـلاقـه الـعـظماءُ


وكــأنــه وســــط الـــرداء مــنـارةٌ


مـــــن نـــــوره تــتـبـدّدُ الـظـلـمـاءُ


يـا مـن خَـطا لـيلاً بِـسدْر الـمُنتهى


تــشْـدو بـــك الـمـعراج والإســراءُ


شَــهِـدتْ لـــه الـزُبُـر الأوائــل أنــه


مــثــل الــلآلــئ مُــشـرقٌ وضَّـــاءُ


يــا مــن بـكـى شـوقاً لـنا ولأجـلنا


قــل لــي أبـعْدَك يُـرتجى الـشُفعاءُ


يـا لـيتني قـد جِـئتُ وقـت رسالةٍ


حــتـى أراك وكـــي يـــزول بُـكَـاءُ


فـالـقلب فــي شـجنٍ مـريرٍ غـارقٌ


والــروح حـيـرى والـزمـان جـفـاءُ


أفـديـكَ بـالـروح الـثمينة مُـخْلِصاً


حــتــى أراك و تُــرْتَـوى الأرجـــاءُ


إنّ الـصـلاة عـلـيك خـيـر شـفـاعةٍ


يــجـري لــهـا الـبـسطاء والأُمــراءُ


صـلّـى عـلـيك الله دومـاً يـا هـدى


وعـلـيك صـلّـى الأهــل والأحـيـاءُ


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

سليم خادم💐🌹

خير الكلام

 وبعض الأنام كبعض الشجر = جميل القوام رديء الثمر


وفرز النفوس كفرز الصخور = ففيها النفيس وفيها الحجر


وكم من كفيف بصير الفؤاد = وكم من فؤاد كفيف البصر


وكم من أسير بقلب طليق = وكم من طليق كواه الضجر


وماكل وجه مضيء يدور = بعتمة ليل يسمى قمر


وما كل ذي لحية واعظ = ولا كل من قد محاها كفر


أما قيل يوما بأعلى مكان = أصابت فتاة و أخطا عمر


وكيف يجود كمان وعود = إذا لم تهز يداك الوتر


فقطرة ماء مرارا تدق = على الصخر حتى تشق الصخر


وكم من شهاب بعالي السماء = بطرفة عين تراه اندثر


وتعلو النفايات سطح البحار = وفي القعر ترسو اللقى و الدرر


وبعض الوعود كبعض الغيوم = قوي الرعود شحيح المطر


وخير الكلام قليل الحروف = كثير القطوف بليغ الأثر


وللسيف حرف أتى بالدما = وللحرف سيف أتى بالقمر


ولو لم تغر بالتراب النواة = لما قام منها الربيع الأغر


ولو لم تهز الرياح الزهور = لما فاح عطر ومات الزهر


من اجمل مااستشعره أبو العتاهيه

تعلم

تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً

وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ

صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ

وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً

كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ

الإمام الشافعي

كلمات الشاعرة /سمية محمد /🇸🇾

ونقصُّ للأوراقِ كل حكايةٍ علَّ الهمومَ تزيلها الأوراقُ لنعودَ يوماً كالزهورِ نضارةً كالليلِ يحلو بعدهُ إشراقُ لنعودَ نبعاً إذ يفيضُ محبةً عذ...