بسم الله الرحمن الرحيم ، و الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و المرسلين !
أما بعد :
فقد أردت أن أقدّم لكم البحر العروضي الثاني الذي اخترته لكم بعد بحر المتدارك ، و هو بحر الوافر ، وسمّي وافراً لوفور أوتاده ، و فواصله ، و كما نعلم الوتد المجموع //0 ، و الفاصلة الصغرى ///0 . بحر الوافر مؤلّف من شطرين في كل شطر :
مفاعلتن //0///0 مفاعلتن //0///0 فعولن //0/0 ، و فعولن لا جواز لها بل هي جواز ، و تسمى مقطوفة ، أما مفاعلتن //0///0 فلها جواز //0/0/0 مفاعلتن بتسكين اللام ، و تسمى معصوبة ، و منهم من يسميها مفاعيلن ، و لها جوازات أخرى معضوبة و معقولة و منقوصة ، و لكنها نادرة و منها قبيحة و لذلك اقتصرت على هذا الجواز فقط ، و أعيد تفعيلات البحر الوافر : مفاعلتن //0///0 مفاعلتن //0///0 فعولن //0/0 فقط مفاعلتن لها جواز مفاعلتن بتسكين اللام ، و تنقل إلى مفاعيلن //0/0/0 .
أساتذتي الأجلاء آنساتي الفاضلات ! لا أريد أن ننخرط في خضمّ القواعد و المصطلحات من عصب ، و قطف و عضب و عقل و نقص و غيرها ، و ما يهمني أن تتعلموا التقطيع ، و تحفظوا البحور ، و هذه هي غايتنا ، و هذا هو رأس الخيط الذي تتمسكون به ، ثم تجتهدون من بعد ذلك ، و تتمكنون من العروض بسهولة إن شاء الله تعالى ، و ما ذكرته يكفي للشاعر أن يفهم البحر ثم ليكتب عليه ، و من أراد أن يتبحَّر في علم العروض و يستزيد منه فليحفظ المصطلحات العروضية الخاصة بكل بحر مثل العصب و هو روح بحر الوافر ، و معناه عصبَ فلانٌ الشيءَ أي شدَّ عليه و أخفاه من العِصابة و معناه في العروض تسكين الخامس المتحرك في مفاعلتن فتصبح مفاعلْتن //٥/٥/٥ و منهم من يسمّيها مفاعيلن ، و القطف : هو اجتماع العصب بتسكين الخامس المتحرك و الحذف بإسقاط السبب الخفيف من آخر مفاعلتن فتصبح مفاعَلْ و تنقل لفظاً إلى فعولن //٥/٥ و هي التفعيلة الثالثة في كل شطر من هذا البحر ، و العضب : معناه لغويا شق أذن الناقة و عروضياً حذف الأول المتحرك من مفاعلتن فتبقى فاعلتن /٥///٥ و هي قليلة نادرة ! و العقل : و هو حذف الخامس المتحرك من مفاعلتن فتصبح مفاعتن //٥//٥ و تنقل إلى مفاعلن و العقل قبيح ! و النقص : زحاف مزدوج يضم العصب بتسكين الخامس المتحرك و الكف بحذف السابع الساكن فتصبح مفاعلتُ أو مفاعيلُ و هو قبيح جداً ! هذه هي مصطلحات هذا البحر التي قد تبدو لبعض الباحثين مصطلحات عقيمة جوفاء من حيث حفظها إلا أنها تدل على عبقرية الخليل بن أحمد الفراهيدي في تقعيد قواعد علم العروض و تأصيله ! . بقي علينا أن نذكر العبارة المساعدة على حفظ هذا البحر : بحورُ الشِّعر وافرُها جميلُ
بحو رش شع //0/0/0 مفاعلتن بتسكين اللام أو مفاعيلن ر وا فرها //0///0 مفاعلتن جمي لو //0/0 فعولن
أرجو الفائدة لكم جميعاً متمنّياً من الله سبحانه وتعالى أن أكون قد أفلحت بتسهيل ما أقدّمه لكم ، و اسألوني ما بدا لكم ، و كل ما أشكل عليكم ، فسأجيبكم مما يوفقني الله إليه و هو من وراء القصد !
المنشور ال
سادس ٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق