هَــبَّ الـفــراق تَـعَــسَّــفـاً وأغَـارا
وإلـى مـتى سـأروُّضُ الإعــصـارا
راوغـتـه حـدَّ اهـتـراءِ جـوارحي
لأفكَّ في قفص الضـلوع حـصارا
مـا هَـمَّـنِـي صَـدراً تشَـظَّى قَـلـبُهُ
أو أنَّ عـقـلـي لــم يــزل أو طـارا
ما هَمَّني أنِّي اكتشـفتُ حقيقتي
ويـداك مَـن قطـعتَ بـيَ الأوتـارا
ليجيءَ لحـني بعد صبريَ منهكاً
فـيـه الـنَّــشَـازُ يُـنَـفُّـر الأشْــعَـارا
لا صوت لي أمسى وصوتك معلنٌ
وبــه الـمَــآذِنُ تــمـــلأ الأَقْـــطــارا
عـجـبـاً لـهـا الأيَّـام بـيـن تَـقَـلِّـبٍ
فـي لَـحـظَـةٍ تَـسْـتَـبْـدِل الأدوارا
قد كنت ترجوني وحـين ملكتني
أشعلتَ في القلب المشوقِ الـنارا
وتـركـتـني أحـسـو المرار تـلـوُّعاً
أَرجـوكَ قُـرْبـاً تُـعْـنِـد اسـتـنـفـارا
لمَ لا تَفـيـني كي أبثَّكَ مـن دمـي
عـشـقـاً على تـلـك الجوانح جارا
ولمن سأكتب إذ ملـكت مشاعري
فَـقـطَـعت فـي أغـوارهـا أسـفارا
هـذا أنـا بـك أسـتـعـيد مـلامـحاً
عَـصَـفَ الـحَـنِـينُ بوجهِـهَا وأدارا
أوَ كنت منِّي إذا منحتك مهجتي؟
فَـجَـعَـلـتَـهـا حِـرزاً لَـدَيْـكَ مُعَـارا
أم أنَّـهـا الأقـدار أَبْــدَت نَــابَــهَــا
ومـن الَّــذي يَسْـتَـوقِـفُ الأقدارا
يا قـاتلي وهـواك يعـبـث داخـلي
دَعْـنـي بـمـا هَــدَّمْـــتَـهُ أتــوارى
مـا عـاد عِـطْـرُكَ يسـتفزَّ قرائحي
فَــأهـــيـم فِـيـكَ تــوَلُّـهـاً ودوارا
هـنَـا أسـتـعـيدك لـلبـداية آسـفـاً
وأَرُدّنِــي لــبِـدَايـتــي مُــنْــهــارا
رَحَـلَ الـرَّبـيـع فـأيّ زهرٍ يُرتَـجى
وأتـى الخـريف فَـهـجَّرَ الأطـيارا
ولـقَـد حلَـلْـتك من عـهودٍ ما بها
إلا أسـىً لا يـقـبـل الأعـــذارا
....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق