وإحساسٍ تغلغلَ في جِناني
وأشعاري غدت عِشقاً وشَوقاً
ويُشعِلُ لَوعتي لَحنُ الأغاني
وكم اسمعتُها شِعراً حَزيناً
عَسَاها قد تحسُّ بما أُعاني
كتبت لها ومن أعماق قلبي
رسالاتٍ يُسطِّرها بَناني
وبُحتُ لها بحبّي واشتياقي
وعن سَهمٍ بصدري قد كواني
وكنتُ أظنُّها في الحُبِّ مِثْلي
وفي العِشقِ اعتراها ما اعتراني
َولكنِّي صُعِقْتُ بما سَمِعْتُ
كَرُمحٍ قاتلٍ غَدْراً رَماني
فقدْ قالتْ كلامَاً هدَّ قَلبي
شديدَ الوَقعِ أنساني مكاني
فقالت يا صريعَ الحُبِّ مَهلاً
فلا تَخدَعْكَ نَفسُكَ بالأماني
فإنِّي قد خُطُبتُ وإنَّ حَظي
بإنسانٍ غنيٍّ قد أتاني
لهُ بيتٌ جَميلٌ مِثلُ قَصْرٍ
ومنْ مالٍ ومنْ ذَهبٍ كَفاني
وأنساني سِنينَ الفَقرِ حتى
ظنَنْتُ بانَّني بَدرُ الزَّمانِ
وقَفْتُ وأدْمُعي تَنسابُ مِنِّي
وصَدْمةُ قولِها أعيَتْ لِساني
فقلتُ لَها وفي قلبي أنينٌ
وجَرحُ الغَدرِ يفتِكُ في كياني
ايا مَنْ بعتِ ذاكَ الحبِّ رَخصاً
أزفُّ إليكِ باقاتِ التهاني
إذا سَألوكِ عَنْ ذاكَ الخطيبِ
فَقولي تاجرٌ وقد اشتراني
وبعتُ لأجلهِ أحبابَ قَلبي
وضَيَّعْتُ المَحَبَّةَ في ثَواني
وقد خُنْتُ العُهودَ وما عَقدْنا
وإنّي للغِنى طَمعي دَعاني
وأما عن علاقتنا فإني
سأرحلُ عن حِماكِ بلا تواني
وداعاً لا لقاءً بعد هذا
ساجفو من بقسوتهِ جَفاني
وقدْ راهنْتُ أنَّ الحُبَّ يَبقى
وهذا الغَدرُ خسّرَني رِهاني
شعر محمد السلطي
ديوان هوى الوديان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق