كانَ فصلُ الرّبيع ماءً وظلّا * وفراشًا يحومُ،يقصدُ حقلًا
وترى الطّيرَ في البساتين،تشدُو * أغنياتٍ،والحُسنُ فيها تجلّى
ويقولُ الصّباحُ للشّمس: زُوري * وتقولُ السّماءُ: أهلا وسهلا
ثُم يأتي المصيفُ،يشتدّ حرٌّ * وتقلّ الغيومُ،والشّمسُ جذلى
وتقلّ المياهُ في البئرٍ،حتّى * يكرهُ النّحلُ أن يُصاحبَ فُلّا
وتصيرُ الجِنانُ باللّفح نارًا * ويصيرُ العصيرُ بالحرّ خَلّا
ثم يأتي الخريفُ،تذبلُ أوراقٌ وتهوي صرعى،تعانقُ رملًا
وتسيلُ الدّموعُ ماءً غزيرًا * من سماءٍ،بها السّحابةُ هطلى
وتغنّي الرّياحُ أغنيةَ الموتِ،وتبكي الطّيورُ،تذكرُ خِلّا
ثم يأتي الشّتاءُ،خاتمةُ المشهَد،والبَردُ ميزَةُ الموتِ شكلًا
هذه دورةُ الحياة،تُحاكي * ما يُلاقي اِبنُ آدمَ،خلقَ مولى
بعد يومِ الميلادِ يأتي شبابٌ * فإذا ما انقضى،تحوّلَ كهلًا
ثم يأتي خريفُ عُمرٍ،وشيبٌ * ثم يأتي الحِمامُ،والعظمُ كلّا
إنّ ثوبَ الحياةِ يبدُو قشيبًا * وقريبًا،ثوبُ الحياة سيبلى
فاغتنمْ عُمركَ القصيرَ بسعيٍ * لصلاحٍ،وكُنْ مع النّاس أهلًا
واِرضِ مولاكَ،تكسبِ الأجرَ ضِعفًا * عزّ ربٌّ هو الكريمُ،وجلّا
بقلمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق