الشَّـهــيـــد
مُجاراة شعرية لثلاثية الشاعر المصري الكبير أحمد بخيت بعنوان "النائمة"
(١)
تَمَنّــي الشِّهـــادة
ما للأماني النـَّـافراتِ وَمالي؟
أَغرَيْنَنِــي وَرَجِعْــنَ عَن إِثمــالي
المُــرْسِلاتِ العَــزْمَ قــالَــتْ مُنْيَــة ٌ:
عَـبَـراتُ مَنْ سـأَؤُزُّهُ مَـوَّالــي
بِـدِمائِــهِ جِـينــاتُ ليثٍ كاسرٍ
تَـكْفـي لِشَـحْـذِ الأَزْرِ في الأرْذالِ
وَالــرُّوحُ تُبْـذَلُ، تَفْتَـــدي بِشهـــادةٍ
تُـغْـــري مَــآثِــرهــا فَتــى الَأهوالِ
أنــا مَـنْ رُصِدْتُ لِمَيتــةٍ مُتَســامِـيـــًا
كيــلا يَذُوقَ المَــوتُ ذُلَّ سُــؤَالِ
وَأنــا وِعــاءٌ للبُـطولــةِ أسْقِطـــي
رَدًّا بِلا رَجْـــمٍ وَلا إِقْـــلالِ
هَـلْ يــا تُــرى أُجْــزى بِــها أُهــدى لـهــا
عَـبْـرَ البَــلاءِ لِميتــةٍ بِجَــلالِ؟
وَفَـــمُ ابتهــالاتـي... فَـــمٌ بِتَـضَــرُّعٍ
يَـبغــي رِضى القهَّـارِ باسْتِبْـســالــي
تُـفَّـــاحـة ٌ نَضِـجَـــتْ وَحَانَ قِطـــافُهـــا
مِمَّــنْ يَصــومُ لهـــا صِيـــامَ تَـعـــالي
في السـاحِ قال لِنَفسهِ: لو أهتَـــدي
لِــرَواء عَيْـــنٍ رِيُّهـــا في البـــالِ
لا خَــوفَ يَــأخُذُنــي لِـجُـبــنٍ، فَـلـيَكُــنْ
عَنَــتُ المُحالِ الصَّعبِ دَرْبــي الغالي
سَـأُكـــابِـــدُ الأَهْـــوال، مِنْ نيـــرانهـــا الــ
شَّــعْــواءِ قَــد أُهْـــدَى لِـخَيرِ مــآلِ
قَــدَرٌ وَتَــوقٌ فــي سِبـــاقٍ هــائِـــجٍ
يَتَهــافِتــانِ علــى مَتــى تُسْــدَى لــي
لَــو مَـــرَّ مِغْـــوارٌ بِظِــلِّ إرادةٍ
كــانَ اِسْتَعـــادَ حَمـاقَــة َ الأَطْـفـــالِ
وَلَــقـــالَ أَرْجَـــأْتُ الجِّهـــادَ بِباتِري
لِيُـمَحِّــصَ البَــأْسَ العَصيُّ الوالي
هــي أنتِ سُــؤلــي أنتِ كُــلُّ سُــوَيعَـــةٍ
مُنــذ اِرْتِــدائـــي حُـلَّــةَ الأبطـــالِ
يا حــارَبَ اللهُ السِّـنـيــنَ، نَعيشُهــا
لِـيَــؤودَ عَــصْــفُ أنينِنــا المُخْتـــالِ
فــي الـعُمرِ لا أحَــدًا يَعِـــنُّ فِكـــاكُــهُ
في الأسْــرِ مِــن أُنـشــوطــةِ الآجالِ
مـا بَيْــنَ مِقْــدامٍ وَبَيْــنَ نَـوَالِــهِ
عُـمْــرٌ يَطُـــولُ وَخَيبَــة ُ المُغتالِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق