(
زرت يوما لي صديقا
لم أَزُرْهُ من زمانْ
فتحَ البابَ وحَيَّى
وكذا البِشْرَ أَبانْ
و أتاني بِبَنيهِ
وأشارَ ذا فُلانْ
إنَّ هذا لَصديقي
وكِلانا أَخَوانْ
منذ أنْ كُنَّا صغاراً
ضَمَّنا نفسُ المكانْ
فَبَصُرْتُ بوَليدٍ
ابنِ سَبْعٍ أو ثمانْ
فَعجِبْتُ لِخُطاهُ
و الهدوءِ واللِّسانْ
فَهَمسْتُ لصديقي
ما دَهاكَ يا فُلانْ
إنَّ هذا الطفلَ عانى
من سِياطٍ وَ هوانْ
ليس بالطفلِ خُدُوشٌ
أو جروحٌ قدْ تُدانْ
فصديقي في صِباهُ
مثل عفريتٍ و جانْ
كيف يأتي الطفلُ غِرًّا
وأبوهُ كالسِّنانْ
وبهذا قد عرفتُ
أنَّه بالسَّوْطِ لانْ
أطْرَقَ الشِّرِّيرُ رأسًا
ضاحكًا بِضْعَ ثوانْ
و أجابَ يا صديقي
يا أُخَيِّي يا فلانْ
أَذَكرْتَ في صِبانا
كم ضُرِبْنا لا نُصانْ
منْ يُعَلِّمْ لا يُحابي
عنده الكُلُّ جبانْ
ليس مِنْهُ الأَمرُ قَطُّ
من ضُروبِ الشَّنآنْ
ليس عُنفًا بالصَّبِيِّ
فالصَّبيُّ لا يُهانْ
هو ضربٌ للقَرينِ
للصَّبِيِّ من الجانْ
كيْ يخافَ لا يُوسْوِسْ
بِغيابٍ وٱمْتِهانْ
وَ تَوانٍ عنْ دروسٍ
وَسباقٍ لامْتِحانْ
أوْ بِتَرْكِ الوِرْدِ يومًا
و تلاواتِ المَثانْ
فَتراهُ مُسْتقيمًا
وَ مُطيعًا ذا أَمانْ
مثلَ نارٍ أَخْمَدوها
لا ٱشْعالٌ لا دخانْ
فَعجبتُ و ضَحِكْتُ
من مُجيبٍ ذي بيانْ
و نظرتُ للعيونِ
فإذا السِّرُّ ٱستبانْ
اِحْمرارٌ بالعيونِ
وٱرْتِجافٌ بالبنانْ
إنَّهُ حقًّا تَعاطى
من رَفيعِ المَرْخُوانْ
لا عليكَ يا صديقي
لِلْحَشيشِ عُنفُوانْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق