على مضضٍ أبلِّغُكم سلامي
سلامي إخوةَ الإسلام طُرًّا
و أهلي في العروبة والكرامِ
أُصِبتُ وقد علمتُمْ منذُ عِقْدٍ
وخُمْسِ العِقْدِ أحلُمُ بالسَّلامِ
مصائبُ جَمَّةٌ تنهالُ تتْرَى
تُرَوِّعني كأنّي في منامِ
تكالبَتِ الضِّباعُ عليَّ حتى
تَبَدَّتْ من وَرا لحمي عِظامي
حرامًا كنتُ مانعةٌ حِياضي
و صِرْتُ طعامَ سافِلَةٍ لِئامِ
فثُلْثٌ من بَنِيَّ غدَا ببطني
وثُلْثٌ قد تفرَّقَ كالسِّهامِ
قليلٌ منهمُ آواهُ عُرْبٌ
وجُلُّهُمُ يُساوِرُني ٱهتِمامي
خَجِلْتُ بأنْ أَبوحَ لكم ولكنْ
نصارى أسكنوهمْ وَا ٱغتِمامي
أَيادٍ قد حُسبْنَ عليَّ كُرْهًا
وخوْفي من مَغَبَّتها أمامي
وما أدري لِحالِهِمُ سبيلاً
وما أرضُ التَّغَرُّبِ بالمُقامِ
وأمّا الثُّلْثُ قد آواهُ ظهري
وليسَ يُقِلُّهُ و الخَطْبُ طامِ
فَجوعٌ والعَرَا والبردُ قاسٍ
وحزنٌ قد تربَّعَ بالخيامِ
أَطفلاً تتركون بلا طعامٍ
رضيعًا ليس أهلا للصيامِ
إذا أتَتِ الرّياحُ عَتَتْ كَسوْطٍ
بِجُنْحِ الليلِ يضربُ كالحُسامِ
أبوهُ معاشُهُ حَرَجٌ وَضيقٌ
و عِيٌّ قد تَعَجَّمَ في الكلامِ
يقولُ أَجيئُكم برغيفِ خبزٍ
وَنارٍ تَصْطَلونَ لدى الضِّرامِ
و يرتقِبُ الكئيبُ بأن يناموا
فَوا جُرْحًا تَصَبَّر لِالْتِئامِ
وأمّا ما يُكابِدُهُ اليتامى
فلَا حَرَجٌ فَحَدِّثْ بالطّوَامِ
تَثَكَّلَتِ الحرائرُ في فِنائي
وَ ظَلَّلْنَ اليتامى كالغمامِ
تَأَزَّرَتِ التَّعَفُّفَ غافلاتٍ
وكان رِداءَها خوفُ الحرامِ
ولمّا طالَ صبري في رَجاكُمْ
بِعَوْنٍ واجِبٍ و القلبُ دامِ
كأنِّي قد تركتُ رَجا إلٰهي
فَنِلْتُ جفاءَكُم و دَنا حِمامي
فزَلْزَلني لِيَفْتِنَني كَتِبْرٍ
نَفيسٍ خالصٍ مِن بعدِ خامِ
يُريني مِنكمُ عَجَبًا عُجابًا
لِآيِسَ من عِتابٍ أو خِصامِ
لِيَمْنَعني و يقطعَ عن جناني
سوى طَمَعٍ بِنِعْمَتِهِ التَّمامِ
وَ جَوّي قد خلا من کُلِّ عَوْنٍ
وَ جَوُّ الجارِ لُبِّدَ بالغمامِ
عزائي القُدسُ مهما ٱزدادَ كَرْبي
وَإنَّ لَكمْ عَزاءً في حُطامي
وحاشا قِلَّةً إذْ قد أَتَوْني
فَمَأْجورون في يومِ الزِّحام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق