أراكَ بلا فارِسٍ يا جوادُ
كأنك ضُعتَ وضاع القيادُ
فمن أين جئت بلا عُدّةٍ
وحيدا وما لك في الدربِ زادُ
وأيُّ البلادِ تريد أمَا
علِمتَ بأنّ الدّروبَ وِهادُ
وأنّ البلادَ محرّمةٌ
على الخيلِ والخيلُ فيها تُبادُ
وفرسانُها للرّدى قد مضَوْا
فأعناقُهم للسيوفِ حصادُ
رويدك فالحرب أكذوبةٌ
تُشاعُ فما في الحروب جِهادُ
مآربُ أخرى تقود الورى
إلى الحرب أنّى استبدَّ الفسادُ
تمَهّل فعهدُك منصرمٌ
أسِفْتُ عليه فليسَ يُعادُ
ألستَ ترَى كلّ شيء هنا
غريبًا فماذا هنا يُستفادُ
هنا الليثُ يرفلُ في قَيْدِه
هنا الصّقْر حطّ وحامَ الجرادُ
صهيلُك ما عاد يُجدي هنا
فما عاد يهتزُّ منهُ فؤادُ
كأنّ المسامعَ مِن حجرِِ
كأنّ قلوبَ الأنام جمادُ
تُهدُّ البيوتُ على أهلِها
وتُقصفُ بالرّاجماتِ البلادُ
ويُرجَمُ بالنار زهْرُ المُنى
ويَنْبُتُ بينَ الدروبِ القَتادُ
ويَحْلُو الغناءُ لمن طربوا
إذا قتلت دون ذنب سعادُ
ويحلو السكاتُ لمن أذعنوا
ويحلو الخنوع ويحلو الرقادُ
أراك تودُّ معانقتي
فخذها فكم شفّني الإنفرادُ
أحنُّ إليك ولكنّني
أسيرةُ عصرِي وعصري ابتعادُ
✍️ منية عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق