أفنيتَ عمرك بين الصبرِ والجلدِ
حتّى غدوتَ بلا مالٍ ولا ولدِ
ونهرُ كفّك يوم الشُحِّ فاضَ وفا
روّيتَ أسْبُعَهم دهراً ولم تردِ
جمعّتَ من كان قد حيكت حبائلهُ
وأنت قايضتَ حدَّ البأس بالقدد
وكنتَ للعقربِ الغدَّار خيمتَهُ
فعاثَ بالحَبلِ بالْحَمَّار بالوتدِ
فقلتُ للنفسِ كفّي العذلَ واِكْتَتَمي
فالجرح جرحي ولأمي خُطَّ في الأمدِ
صادوا بي الأمسَ واِنْتابَوا على وجعي
وأطلقوا صرختي قسرا ونزف غدي
يا غزوةَ الليلِ يا عَصفا يبدِّدُني
ويا رعاف المِدى تَنسلُ في أبدي
# محمد الخلفاوي
نَسجََ الشِّعر في فؤاديَ شَهدًا
فتنفّستُهُ ، فسال رُضابا
يَرشفُ المُنشد المبرَّزُ منهُ
رَشفاتٍ ، فيأسرُ الألبابا
إن تلاهُ الأعمَى تولَّى بصيرأ
وإذا ذاقهُ الأصَمُّ أجابا
ومتى عاقرٌ ، تعاقرْْ جناهُ
أكثرتْ بعدَ يأسها الإنجابا
وإذا الشِّعر لم يُداو عليلًا
فهْو وِتدٌ ، يعانقُ الأسبابا
أيُّها الشَّاعر المُجيدُ القوافي
هاتها بَلسمًا ، تفضُّ اكْتئابا
وتخيَّرها سلسلًا يَستمدُّ ال
قلبُ مِن كأسها الرَّويِّ شرابا
وتأمَّلها شاعري قطراتٍ
من سَحاب القريضِ تَهمي انْسيابا
وتنَوَّرها رَوضةً يرفل الزَّهر
رُ بألوانهِ ، بها خلَّابا
وتمَتَّع بِحُسنها ، سوف تَلقاه
هُ ، يثيرُ الذُّهولَ والإعجابا
لا تَلمني إذا عَزفتُ عليها
سُلَّم العشقِ جيئةً وذَهابا
بربابِ الهوى ، يَبثُّ صَداها
نَغماتٍ ، تعالجُ الأَوصابا
قَد يفيضُ الشُّعورُ بالشِّعر لولَا
عِلَّةُ الوزنِ ، تُعلنُ الإضرابا
إبراهيم موساوي.....!
ارحمْ عشيـقكَ واكسبْ حِصَةَ الأسَدِ
واسكنْ فؤادي ولاتقسو على كَبِدي
يامالكَ النـفسِ يامن كنـتَ لي سنداً
كيـف التـَدَبرُ إنْ أُحلِلِتُ من سَنـدي
النـفسُ تـرفضُ ذي الأحقادِ تـلفظها
والعاذلُ الوغدُ سلَ السيفَ من غمدِ
قد كنـتُ أسعى لخل ٍ ينتـشي طرباً
عنـد التــلاقي لأغدو الآن في كمدِ
ماذا جنيـتُ لألقى العَسّـفَ من ولهٍ
حاولتُ تتـرى لأبنـي عِشـهُ بيـدي
عنـدي إليـكَ فـؤادٌ في الهوى كلفٌ
ياليـتَ تـعلمُ ماذا أنـتَ في خَلدي
عُدْ للتـلاقي وحـاور مُهجتـي عَجِلاً
تلقى اهتمامي تَجلّى الآن في مددي
الحـبُ يـصفو لخلانِ الهوى زمنـاً
إن بـاشروهُ بـقلبٍ طاهر ٍ ونـدي
# محمد شاهين
==== =
*جمل حياتك بالآمال والمدد
وانفض غبارا من الأشجان والكمد
فالعمر يمضي بنا خطوا على عجل
والشوق يذكي فتيل الروح والجسد
لا تلتفت للريح إن هبت بلا مهل
فالقلب في كنف للواحد الأحد
لم الملامة ترمي سهم لسعتها
والعين تشكو أسى من حرقة الكبد
لا تستهن بأريج الطيب تمنعه
فنفحة القلب كم تزكو بلا عقد
دعني وشأني أغض الطرف عن علل
كي أحفظ الود تواقا إلى سند
وإن قلبي بحبل الصبر مؤتزر
مشكاته العزم والأحلام في رغد
تنفس الصبح والأطيار تغبطه
وبسمة الكون تضفي نفحة الصمد
اعزف على وتر الوجدان أغنية
فمن هواك يفيض الشوق للأبد
هل من أمان على قلب تراوده
عيون بدر تذيب الوجد في خلدي
يضنيهم البعد والأشواق تلهبهم
كأن في صدرهم حبل من المسد
ولسعة البين قد أدمت جوارحهم
والروح تواقة شوقا إلى بلد
# عبيدة علاش
بين وسهد وآمال بلا مدد
كأنني الطير أمسى فاقد السند !
ما حيلتي و النوى زادت مرارتها
ولم أجد حيلة أجدى من الجلد ؟
من بعدما كنت في وصل وفي فرح
أصبحت اسبح في بحر من الكمد
وما عرفت بأن الهجر شيمتهم
ولا شكوت ، حياتي ، صولة الحسد
حتى تيقنت ان السهم ضربته
أصابت الصرح ما أبقت سوى الوتد !
بم التصبر لا أهل ولا سكن
عاث الزمان ببطش النسر والأسد !
لئن غدوت بعيدا ضامني زمن
فقد بحثت عن السلوى ولم أجد
كالطير فارق أفياء تظلله
وحل ركبه في فج من البرد !
أهيم في الأرض مشتاقا ومكتئبا
كأنما النار في قلبي وفي كبدي
ظمآن للعطر و الأشذاء من بلد
هواه للقلب مثل الروح للجسد !
قل للأحبة هل مازال يذكرني
منكم حبيب له أشتاق من أمد؟
بهجره قد اقض الصرح اجمعه
والحال اني عن مجراه لم احد !
يدنيهم الشوق والأميال تبعدهم
فهل سنشقى بهذا البين للأبد ؟
بئس التغرب لا صحب ولا وطن
فيا مواجع كفي الطعن وآبتعدي
ففي غد فرحة اللقيا ستغمرنا
ويلتقي الإلف بالألاف في رغد !
# البشير المشرقي. تونس
ماصبرُ نفْسي رعاكَ اللهُ ماجَلدِي
لولا يقِينِي بغوْثِ الواحدِ الأحدِ
أفِرُّ مِنّي لأحيَا بعدَ مقتلةٍ
تحولُ دونَ مماتِي شهقةُ الغرِدِ
وفكْريَ البحرُ ليس العلمُ يملؤُه
ككثرةِ الدّرسِ من دنيايَ في الصّددِ
سافرْتُ غير بعيدٍ إنّما عمِلت
على اغترابِي سنينٌ غيرَ مُبتعِدِ
ما الفقْدُ إلّا وجودِي بينَ من فقَدوا
روحَ الحياةِ فما فِعلي وملتحَدِي
أغلقتُ بابًا تركتُ الكلَّ منهمِكا
ألفُّ حولِي كغصنٍ مالَ من أوَدِ
وراعَني جسدٌ أطرافُه همَلٌ
ونظرةٌ ذبُلت من سطوةِ الكمَدِ
ماظلّ نبضٌ بروحِي كنتُ أعهدُه
مذ صرتُ آلةَ رقنٍ أنتهِي بيدِي
في مكتبِ الموتِ أقضِي غربتِي عملًا
ماقلّ أو زادَ لا ألقاهُ مِن سَندِي
لا العيبُ في عملٍ لا الموتُ من مللٍ
لكنَّ بي لوعةُ المحرومِ من ولدِ
مابهجَتي في رياضِ الناسِ أدخلُها
والعطرُ أهلِي وأحْلى الوردِ في بلدِي
# رفيقة بدياري
—————
مالي أرى حُلُمي يسعى بلا سندِ
لطالما من جوى أشكو من النكدِ
شوقي يقلّبني بين الورى و أرى
شوقي إلى وطني يلهو على كبدي
ظنّي سأحيا على حلمٍ يداعبني
أبدو وفي زمني أحيا بلا أحدِ
سحر الأماني التي كانت تحرّكني
دنياي تدري لقد ماتت من الكمدِ
شوقي يقلّبني يبقى على لهبٍ
واستوطن الحزن في روحي وفي خلدِ
كأنما زمني يهوى معاقبتي
ضاعت حياتيَ بين الصبرِ والجلدِ
بلوى وبلوى على مهلٍ تعذّبني
صبري ويا أسفي أضحى بلا مددِ
تلك المآسي التي مالت على قدرٍ
كأنها سلبتْ روحي من الجسدِ
مالي سوى جلدي في كل نازلةٍ
علمي سأبقى بلا خلٍّ بلا سندِ
# محمد السلامي
==== =
ونقصُّ للأوراقِ كل حكايةٍ علَّ الهمومَ تزيلها الأوراقُ لنعودَ يوماً كالزهورِ نضارةً كالليلِ يحلو بعدهُ إشراقُ لنعودَ نبعاً إذ يفيضُ محبةً عذ...
