الاثنين، 17 يناير 2022

سلسلة علم العَروض (١) للدكتور ياسر قديري

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين! أما بعد : فإني قد عزمت بتشجيع من الأساتذة الأجلاء، و الآنسات الفاضلات، و المثقّفين الأعزّاء من روّادنا الأكارم و رائداتنا الكريمات في الصفحات الأدبية الكريمة، و المجموعات المباركة على أن أتعرّض لعلم العَروض ، و أشرح قواعده ، و أبيّن بحوره و أوزانه .

و أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يرزقنيَ الفكر الثاقب في تشريح المادّة العروضيّة ، و الصبر الجميل على تناولها ، و أن يسدّد خطايَ في هذه المهمّة العلميّة و التعليميّة المنشودتين . 

كما أسأله سبحانه و تعالى - و هو من وراء القصد - أن تعمّ الفائدة جميع الروّاد الأكارم ، و الرائدات الكريمات على اختلاف الصفحات الأدبية الكريمة، و المجموعات المباركة. 

 الشعر ديوان العرب ، و سجلُّ حياتهم ، و لم يكن لهم علم غيره ، و العَروض بفتح العين : ميزان الشِّعر الذي يُقاس به و يوزن ، و هو أدقُّ من ميزان الذّهب ، و قدِ اختُلف في معنى العروض ، و من معانيها : الناقة الصعبة ، و الطريق في الجبل ، و الناحية ؛ بمعنى أن الشعر ناحية من نواحي الأدب ، و معان أخرى أهمّها : العَرض أي عرض الشعر ليُعرفَ منه البيت الشعري الموزون من المكسور ، و المستقيم من المعوجّ . و من الأهمّيّة بمكان أن نذكر مكتشف علم العروض و مقعّد قواعده : الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة ١٧٥ هجرية رحمه الله و أسكنه فسيح جناته بعد أن كان العرب في الجاهلية و هم فرسان البلاغة و الفصاحة يدركون هذا العلم المستطيل من خلال فطرتهم السليمة ، و قريحتهم المشحوذة ، و أذنهم الموسيقية الدقيقة! 

يتألف البيت الشعري من شطرين الشطر الأول و يسمى الصدر و الشطر الثاني و يسمى العَجُز بفتح العين و ضم الجيم و البحر يتألف من عدة قطع أو أقسام تسمى التفعيلات و نسمي التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول : العَروض و التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني : الضَّرب و ما عدا تفعيلتي العروض و الضرب نطلق عليه اسم : الحشو .

المنشور الأول


١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات الشاعرة /سمية محمد /🇸🇾

ونقصُّ للأوراقِ كل حكايةٍ علَّ الهمومَ تزيلها الأوراقُ لنعودَ يوماً كالزهورِ نضارةً كالليلِ يحلو بعدهُ إشراقُ لنعودَ نبعاً إذ يفيضُ محبةً عذ...