عندَ النِّيَامِ يطيبُ النومُ في سحَرِ
مِن هدأةِ الليلِ أو مِنْ لذَّةِ السَّمَرِ
وحَوْلَ أجْفَانهِمْ هالاتُ همِّهِمُ
إِمَّا سألتَ ستروي الحالَ بالصُّوَرِ
لكنَّ وضعي بهذا الأمر مختلفٌ
لمَّا استوى النومُ لا يرضى سِوى سَهَرِي
إن كانَ يُطبِقُ في ليلٍ و نِمتُ بهِ
فإن ذاك لثقلِ العيشِ في نظري
ما يبعثُ السوءَ في نفسِ الفتى ، زمنٌ
يُعِزُّ مَنْ كانَ ذا العَوجاءِ في البشرِ
يُؤَرِّقُ الجِفْنَ ما يُبكيهِ مِنْ ألمٍ
كالدربِ يؤلمُ أقدامًا مِن الحُفَرِ
ما جازَ للدمعِ أن يجري لتافهةٍ
مِنَ الأمورِ وما أدَّتْ إلى الخَطرِ
إن طاب عيشٌ يَذِلُّ الصعبُ من قلقٍ
كما تَذِلُّ خَلايا الحِسِّ للإبَرِ
كم يغمرُ الليلُ أروحا بظُلمتهِ
فالنومُ بالسعدِ ليس النومُ عن ضجرِ
تحتَ الظلامِ سِوى الرحمن يدركُ ما
يعرو النفوسَ من الأحداثِ والغِيَرِ
***
ناظم الفضلي .. العراق ٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق