تأمَّلْ بالمصابِ و بالبلاءِ
تذكرْ إنْ شَبِعتَ ولمْ تُرَوَّعْ
فإِخوَتُنا بمَسْغَبَةٍ و داءِ
تذكر إنْ غَفَوْتَ بِحُضْنِ دِفْءٍ
فَنسوتُهُم بقاصِيَةٍ خـَـلَاءِ
يُلَدِّغُهُم مدى الأيَّامِ بردٌ
فَيَفْتِكُ بالعظامِ وباللِّحاءِ
تذكر إنْ صَحَوْتَ ببيتِ عِزٍّ
فَطفلُهُمُ عن الأوطانِ ناءِ
ولا تلبسْ ثِيابًا كيْ تَباهى
فَكِسْوَتُهُمْ مشابِهَةُ العراءِ
وقدْ كانوا على رَغَدٍ و يُسْرٍ
وكانت دارُهُمْ دارَ الرّخاءِ
أَيا منْ غَرَّهُ شُمُّ المباني
تَهَدّمَ فجأةً صلبُ البناءِ
ألا فلْتشتغِلْ ببناءِ دارٍ
يَسُرُّ بناؤُها يومَ العناءِ
تذكّرْ بالدُّعاءِ أَخًا يعاني
و بَلِّلْ بالدُّعا رَحِمَ الإخاءِ
نظم أبي ربيع يوسف سعدي