سُبحانَ مَن بَعَثَ الصَّباحَ وأسفَرَهْ
وتَلا بهِ سِفرَ الوجودِ وفَسَّرَهْ
الشمسُ تُشرِقُ قُبلَةٌ ألقَى بها الـ
ــمَحبوبُ مِن ثَغرٍ أُراوِدُ سُكَّرَهْ
يُنبوعُ شَهدٍ رَشفَتَين فريضَةً
والنَّفلُ في شَرعِ الهَوَى ما أوفَرَهْ
الغَوث مِن بَحرِ الحنانِ ومِن جَنا
حَيهِ البَراحِ ومِن رياحِ البَعثَرَهْ
جَنَّاتُ قلبي ليس يُدرَكُ ظِلُّها
فمِن السَّحائبِ بالمَوَدَّةِ مُمطَرَهْ
تَبَّاً لمَن حَجَبَ الصَّباحَ فَحيحُهُم
شَعباً جَسوراً نَبْرُ زورٍ خَوَّرَه
أشياخُ تخريفٍ تُؤخِّرُ نُصرَةً
تَرقَى منابِرَنا فتُحدِثُ شَوْشَرَهْ
في مصرَ شطرٌ لا يُنافِقُ بينما
يَتَسابَقُ الباقي بأقذَرِ مَقبَرَهْ
الخَندَقُ الملعونُ فاضَ تخاذُلاً
قَبِلَت حَظائرهُ اللجامَ لتَحفرَه
المالُ يَفتِنُ والمناصِبُ وصْفَةٌ
بالزَّجرِ تَعمَلُ كَي تُشاهِدَ مَجزَرَهْ
فالرَّاتِبُ المَقبوضُ يَرقُبُ ضِعفَهُ
والشَّرُّ وَحشٌ فاحِشٌ فِيهِ الشَّرَهْ
عُهْرٌ تَنَقَّلَ في الجهاتِ جميعها
والسِّعرُ يَشتَمِلُ الخَنا والسَّمسَرَه
مِن دون مِطرَقَةٍ ودون تَكَلُّفٍ
أهوَى الكَفيفُ على الأليفِ فَسَمَّرَهْ
في الغَربِ هَندَسَةُ الخطابِ صَريحَةٌ
ليلاً يُرَبِّعُ ما نَهارَاً دَوَّرَهْ
لا شَكلَ يَنتَظِمُ الكلامَ وإن بَدا
كَرُسوخِ إيمانٍ فذاكَ ليَكْفُرَهْ
يُدمي الخرائطَ والحُدودَ يُضيفُها
ويُعيدُ تَخطيطَ القُرَى بالمَسطَرَهْ
تتعاقَبُ الخَطَبُ الطِّوالُ بمَوطِنِي
والطَّحنُ تُعجِبُهُ شُيوخَ الثَّرثَرَهْ
الظُّلمُ كان على الموطِنِ هَيِّناً
حَتَّى تَـبَـنَّاهُ الغَباءُ وطَوَّرَهْ
بعَماءِ إفتاءٍ وسوءِ تَصَوُّرٍ
فإذا طَغَى أمَرَ الحِجَى أن تَعذرَهْ
أرسَى لتَرسيخِ الطُّغاة قَواعِداً
وعَدَى على الدِّينِ القَويمِ وغَيَّرَهْ
في غَيِّ عَلمانيَّةٍ كيف الهُدَى
يا زُورُ أقصِر إنَّ رَقصَكَ مَسخَرَهْ
……………………