جَفَّ المِدَادُ و بِيْدُ الحِبرِ تزدادُ
حتَّىٰ قضىٰ عطشاً فيْ سطرِهِ الضادُ
تصحَّرتْ فيْ فمِ الأقلامِ أحرفُها
و رونقُ النصِّ جافىٰ نونَهُ الصادُ
وَ العِيْدُ أقْبَلَ في خطواتهِ مللٌ
كأنَّ دربَ الردىٰ رجليهِ يقتادُ
القَهْرُ طَمَّ عَلَىٰ كُلِّ القُلُوْبِ هنا
و فوقنا الهم أطوادٌ و أطوادُ
سَطْريِْ ألِيْمٌ جِرَاحِيْ فِيْهِ تُثْخِنُهُ
فَكَيْفَ يَاْ عِيْدُ يَحلُوْ فِيْكَ إنْشادُ؟!
أقْبَلْتَ ياْ عيدُ!!هَلْ أقبلتَ مُبْتَسِماً
أمْ فيْ جبينكَ كالآفاقِ إجهادُ؟!
أقبلتَ ياْ عيدُ كَيْ تُذكيْ مَسَرَّتناْ
أمْ كيْ تمرَّ علىٰ أطلالِ مَنْ بادوا؟!
أقبلتَ يا ْ عيدُ كيْ تُحْيِّيْ شَهامتَناْ
أمْ كيْ تُعزيْ؟!!ففيْ عينيكَ أضدادُ
أقبلتَ! أعْرَضْتَ!!ليسَ الأمرُ يُزْعِجنيْ
فليسَ للدمعِ في الأوطانِ أعيادُ؟!!
فَ مِنكَ ياْ عيدُ مِنّيْ ألْفُ مَعْذرةٍ
ثَغْريْ أليمٌ و حَرفيْ فيَّ جلَّادُ
ماذاْ أقولُ_إذاً_ياْ عيدُ هلْ بقيَتْ
فيْ خانةِ القهرِ للأصفارِ آحادُ
وَ ماْ تقولُ القوافيْ و هيَ غارقةٌ
بسيلِ نزفٍ و ماْ للجرحِ إرعادُ؟!
وَ ماْ يقولُ فميْ؟! مِنْ هَولِهِ ازْدَحمتْ
فيهِ السطورُ و خَانَ النُطْقَ إرشادُ
و ماْ عساهُ سيحكيْ الشِعرُ عنْ وطنٍ
تَحتلُّ أبعادَهُ فيْ التيهِ أبعادُ
عنْ هامشِ الشِعرِ -و الأعيادِ- نزحَتْ
مِثليْ النصوصُ فماْ للبيتِ أوتادُ
فأيُّ قولٍ سيطفيْ حرفهُ لهَباً
يذكيهِ بالذُلِّ خوَّانٌ و قوَّادُ
تجمدتْ فيْ الدِما نيرانُ نخوتناْ
و ليسَ فيْ الثلجِ -يوماً- صحَّ إيقادُ
ياْ عيدُ..ياْ عيدُ لَيْتَ القولُ يُسْعِفُنِيْ
جفَّ اليراعُ و دربُ الحرفِ أصفادُ
•• عُبيدة30.4.2022الكيالي ••